– هل أبو رياض سلامة… اسمه الدولار؟
– هل أم رياض سلامة… اسمها الدولار؟
– هل يملك رياض سلامة مطبعة يصدر من خلالها الدولارات؟
– وهل رياض سلامة، مسؤول عن خسارة ٤٧ مليار دولار على كهرباء لم يرَ المواطن اللبناني شيئاً من بريقها؟ لأن جبران باسيل، رفض الصندوق الكويتي، ورفض البواخر، ثم اعتمدها وحدّد الشركات التي يتعامل معها، لشراء الفيول والبنزين والمازوت؟
– وهل رياض سلامة هو الذي «اخترع» الدولار؟ تجنّوا عليه فكان كلامهم كذباً ثم كذباً ثم كذباً.
لقد تمادوا في أكاذيبهم منذ أربع سنوات، ولم يتوقف مسلسل التلفيق والتأليف و»الفبركة» في إعلام المقاومة والممانعة… وآخر أكذوبة لفّقوها، هي أنّ ممثل صندوق النقد الدولي قال لرياض سلامة في الاجتماع الأخير: «أنت تشعل سعر صرف الدولار». يا لتفاهة ما حيك وما قيل…
من أنقذ اللبنانيين من الجوع والعوز، حين دعم أسعار المحروقات والأدوية والطحين لينعم الفقير بسعر ربطة خبز يُسْكِتُ بها صراخ أطفاله، في الوقت الذي عمدت الدولة الى زيادة سعر ربطة الخبز وإنقاص وزنها.
حقيقة الخبر «المفبرك» حول لوم سلامة من ممثل صندوق النقد الدولي أنّ الحكومة بدت عاجزة وسط تباين أرقام ما أطلقت عليه اسم «خسائر» وهو في الواقع ديون على الدولة نفسها قدّمها سلامة لإنقاذ رواتب الجيش وقوى الأمن والعناصر العسكرية الأخرى.
يا سادة… إنّ من يبحث عن الدولارات في لبنان، يجدها -حتماً- في ساحة شتورا، التي تحوّلت وبسحر ساحر غريب عجيب لتصبح أهم من بورصة لندن الأولى عالمياً.
نعم ساحة شتورا، «شفّاطة» الدولارات في لبنان… فكل دولار يضخّه المصرف المركزي دعماً لليرة اللبنانية، يذهب الى هذه الساحة قبل أن يهاجر الى دمشق وطهران وأماكن لم تعد خافية على أحد.
إنّ رئيس صندوق النقد، ووفق معلومات موثوقة، وجّه انتقاداً لاذعاً الى الحكومة اللبنانية، بسبب عجزها عن وقف تهريب الدولارات والمازوت، ما يزيد الضغط على الشارع اللبناني.
تظاهرات واحتجاجات الأمس، واقتلاع الحجارة والبلوكات الحامية لمحيط السراي في رياض الصلح، أصدق تعبير عن يأس الناس، وفقدانهم الثقة بالحكومة… هذه الحكومة التي تغنّى رئيسها يوماً بإنجاز الـ٩٧٪، متناسياً ما وصل إليه اللبنانيون من «قرف» وصل الى حد «الكفر» بكل شيء. والدليل أنّ الكثيرين ممن ساهموا في «فبركة» هذه الحكومة، نادوا برحيلها، فنائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، ووئام وهّاب، وإبراهيم كنعان… كلهم أجمعوا على رحيل دياب وحكومته بأسرع وقت ممكن.
ويحمّلون بعد ذلك كله، رياض سلامة مسؤولية فقدان الدولار…
القضية بكل بساطة أنّ السوق في سوريا بات فارغاً من الغذاء والكساء والدواء، والمشتقات النفطية. إنه وباختصار بات بحاجة الى كل شيء، والطامّة الكبرى هي ان عمليات البيع والشراء هناك، لا تتم إلاّ بالدولار، لذلك فإنّ الانسان السوري مستعد لشراء الدولار بأي ثمن لحاجته الماسّة إليه.
ويقولون إنّ سفناً إيرانية تأتي الى سوريا محمّلة بالسكر والشاي والغذاء والمازوت والبنزين والغاز.. كل ما يقولونه خداع وكذب وأخبار ملفّقة.. فالوضع في إيران من سيّئ الى أسوأ، فالمعلومات تشير الى أنّ ما يزيد على ٨٠٪ من الشعب الايراني بات تحت خط الفقر.
ونعود الى الحاكم رياض سلامة من جديد… إنه الوحيد الذي يملك الأرقام الدقيقة والصحيحة. أمّا ما يدّعيه المدير العام لوزارة المالية المستقيل ألان بيفاني، فهو لا يعدو كونه مجموعة من المغالط الممزوجة بالخداع والتهرّب.
لقد تناسى بيفاني مسؤولياته التي كان يتمتّع بها، إذ أنّ غيابه يمنع المصرف المركزي من عقد أي جلسة في ظل عدم وجوده، في حين أنّ غياب الحاكم يجعل الجلسة قانونية لأنّ هناك ٤ نواب له يقومون بالواجب.
أوَبعد ذلك كله يستطيع بيفاني أن «يتملّص» من تحمّل المسؤولية؟
لا أريد الإفاضة أكثر، رغم أنّ الجعبة مليئة بالتفاصيل، لكنني أؤكد ان مسلسل الكذب لن ينتهي، إذ هو صار مبدأ يخدعون من خلاله الناس… فهم يكذبون ويكذبون ويكذبون، حتى انهم ربما راحوا يصدّقون أنفسهم.