Site icon IMLebanon

موتوا بغيظكم  

 

الحملة السياسية الكيدية على الحاكم رياض سلامة كشفت جملة من المفارقات والظواهر الغريبة التي تطبع الحياة السياسية والاعلامية في لبنان، بحيث يبدو المهاجمون وكأنهم يمارسون التنجيم بحثا عن أدلة مزعومة تدين الرجل، فلما يعجزون يرتبكون ويتخبطون، ولكنهم لا يتراجعون لان المهمة الموكلة اليهم تأسرهم بدولاراتها الوسخة.

 

أولا: يتهمون كل من يدافع عن سلامة، الذي لا يطلب من أحد الدفاع عنه، بأنه مأجور، ويصوبون على الاعلام الحر الناطق بالحقائق، فيعتبرونه مدفوع الثمن. ولكن يفوت هؤلاء أن ما ينعتون به الآخرين هو نفسه ما يمارسونه. فكيف يكون المدافعون عن سلامة مأجورين، والمهاجمون ابرياء؟

 

لقد شهدنا طوال فترة وجود الحاكم في موقعه حملات تشهير وافتراء ظالمة، اشتدت في الاعوام الاخيرة، خصوصا في السنة الماضية، من قبل جهة سياسية واحدة عملت وتعمل لاسقاط النظام في لبنان، وفي القلب منه القطاع المصرفي.

 

أليس اعلام هذه الجهة مأجورا مرتزقا؟

 

ثانيا: دليلنا على ذلك ما يكتبه هذا الاعلام هذه الايام، فبعد قصائد المديح المبتذل للقضاء السويسري، وبعد التطبيل والتزمير، ولما قرر الحاكم الذهاب بنفسه لمواجهة هذا القضاء، وتحدي من  اتهمه زورا وبهتانا، انقلبت الآية، واصفرت الوجوه، وانعقدت ألسنة السوء، ولكنها لم تستسلم، بل هربت الى اتهام آخر بالقول ان سلامة ذاهب الى سويسرا لانجاز صفقة من أجل تبرئته!؟

 

هذا هو الجنون بعينه، فهل صار القضاء السويسري، فجأة، بنظر هؤلاء سمسار صفقات وتركيبات وتسويات؟

 

قامت الدنيا ولم تقعد عندما كتبنا ان القضاء في بلد الشوكولا والساعات الدقيقة، غير دقيق، وغير سليم، وغير منزه. وها هم اليوم من حيث لا يدرون، يؤكدون كلامنا.

 

ثالثا: قيل ايضا ان بعض المصارف السويسرية صاحبة سجل حافل بالمخالفات والارتكابات والجرائم، مثل تبييض الاموال. فما دام الامر كذلك اين كان القضاء السويسري طوال هذه السنوات؟ واين استقلالية القضاء عن سائر السلطات في هذا البلد؟ ألا يعني السكوت عن هذه الجرائم أن القضاء هناك فاسد.

 

رابعا: أما اخطر ما كتب بالامس، اعتراف من المتآمرين بأن قضية سلامة مع القضاء السويسري هي قضية سياسية، تحركت بالسياسة ويمكن ان تتوقف بالسياسة. وهذا ما نؤيده بقوة، لأنها الحقيقة، وان كانت جبهة المهاجمين تستخدمها بطريقة ملتوية على قول المثل: كلام حق يراد به باطل.

 

هكذا، انقلبت الآية، وصار القضاء السويسري مطية سياسية بيد البعض. وللتأكيد على ذلك ظهر نائب يساري سويسري مغمور ليكمل ما بدأه يسار لبنان من حملة هوجاء على الحاكم بالاستناد على فرضيات واستنتاجات شخصية..

 

الحقيقة ان كل قضية سلامة هي قصة استهداف سياسي، ليس في الاتهامات الجديدة في سويسرا، بل وفي لبنان، ومنذ ثلاثين عاما. فقد قام الحاكم بواجبه على أكمل وجه منذ ايام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فجعل من مصرف لبنان ومن القطاع المصرفي الرافعة الاستراتيجية لنهضة لبنان واعماره. فرأى الكثيرون في سلامة منافسا قويا على رئاسة الجمهورية. ولكن في زمن الوصاية السورية كانت مفاتيح اللعبة كلها في دمشق، وبعد الياس الهراوي، اول رئيس لجمهورية الطائف، جيء باميل لحود، الذي لم ينه عهده المشؤوم الا باغتيال رفيق الحريري، واغتيال حلم ان يكون للبنان رئيس نظيف ومقتدر من قامة رياض سلامة.

 

هذه الحملة تابعها بعد ذلك الحزب المدان باغتيال الرئيس الشهيد، ومعه فريق سياسي اعتاش على دم الحريري وانتعش عام 2005 بعودة زعيمه الهارب من معركة بعبدا عام 1990. ليبدأ الحليفان بالتعاضد والتكافل حملة اسقاط جمهورية الطائف، وابرز وجوهها الناصعة رياض سلامة.

 

رفيق الحريري اغتيل بالتفجير، ويريدون اغتيال رياض سلامة بالتشهير. وكما انتهى عهد لحود بازاحة الرئيس الشهيد يحلم ميشال عون ان ينتهي عهده بازاحة الحاكم.. وهذا كوعد ابليس بالجنة.

 

الحق يعلو ولا يعلى عليه. فما ان قرر سلامة الذهاب الى سويسرا حتى سقطت كل حجج المهاجمين، وبدأوا متقهقرين يتحدثون عن قضاء فاسد ومسيس في بلد المصارف والجبنة. لقد صاروا هم انفسهم في موقع الاتهام، وعليهم تحمل تبعات ما ارتكبوا.

 

هنا نذكركم كيف حوّل الجنرال الى زوجته ٥٠ مليون دولار من حسابه في الحازمية الى حسابها في باريس، فمن أين جاء بهذا المبلغ. كما نذكركم بضابط آخر راتبه لا يتعدى ٥ ملايين ليرة ويملك مصرفا، وثروته ٣٠ مليون دولار، فمن أين له بهذا ؟

 

من يعمل في السياسة يخرج الاموال من البلد، وهناك قلة من رجال الاعمال الذين احضروا ثرواتهم من السعودية وغيرها وانفقوها في لبنان، وفي مقدمهم الرئيس رفيق الحريري.. وهكذا فعل نجله الامين الشيخ سعد الحريري الذي احضر الى لبنان ٤ مليارات دولار وانفقها على مشروع والده الشهيد.

 

الحريري الاب يعرف كيف يختار، فاختار الرجل الادمي والصادق والناجح رياض سلامة. والحريري الابن يعرف كيف يحافظ على وصية وإرث والده.

 

اما الحاكم فلن تنالوا منه، سواء بهدف ابعاده عن معركة الرئاسة الاولى او حشره ليغطي عجز احد المصارف المحسوب على جهة سياسية معينة، وغير القادر على رفع رأسماله كما يقتضي تعميم مصرف لبنان.

 

موتوا بغيظكم.

 

كلمتنا الاخيرة هي للمتآمرين: لانكم سارقو مال الدولة والشعب فانكم لا تعرفون رجالات صالحين واوادم. ولانكم معتادون على الزعران، ولا تتعاملون الا مع الفاسدين، يصعب عليكم ان تتقبلوا وجود شرفاء في لبنان من امثال الرئيس فؤاد شهاب، فتآمرتم كلكم ضده. ولانكم كنتم جاهلين بوعي  وصدق الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ظننتم انه لا يعرف ان يختار الا امثالكم، فاخطأتم مرة اخرى اذ اختار الى جانبه رجلا صادقا ونظيفا اسمه رياض سلامة.