كأنما فخامة الرئيس العماد ميشال عون يبصر في منامه حاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامة فيدعوه الى اجتماع عند الصباح في القصر الجمهوري مع وزير المالية ، وطبعا بحضور الوزير الدكتور سليم جريصاتي.
والحديث كله عن التحقيق الجنائي ، مع العلم ان المصرف المركزي والحاكم رياض سلامة سلّم كل الداتا لشركة التدقيق الجنائي بنسبة %90 والباقي على الطريق كي تستلمه شركة التدقيق الجنائي خلال أيام.
حاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامة كلّف شركة عالمية، ورفع السرية المصرفية عنه وسلمها كل حساباته كي تدقق بها ، واستغرق الامر أشهر وبعد انتهاء التدقيق من الشركة العالمية للحسابات قام سلامة بتسليم التقرير الى رئيس الحكومة وسيسلمه أيضا الى القضاء.
الحملات كبيرة جدا على الحاكم رياض سلامة ، وكل ذلك لتشويه صورته امام الرأي العام اللبناني ، بعدما كان الشعب اللبناني يلتف حوله طوال 25 سنة لأنه حافظ على قيمة العملة الوطنية ، أي الليرة اللبنانية رغم الحروب والاغتيالات والتفجيرات والأزمات المالية الدولية ، إضافة الى الصراع السياسي الداخلي حيث تتداخل دول المنطقة والاقليم في هذا الصراع ، واضافة أيضا الى الفراغات الحكومية والرئاسية أي بقاء لبنان دون حكومة لمدة سنة وسنتين ،وبقاء لبنان دون رئيس جمهورية لمدة سنة ولمدة أيضا سنتين وشهرين ومع ذلك كان يحافظ الحاكم رياض سلامة على قيمة الليرة اللبنانية ويمنع عنها السقوط وارتفاع سعر الدولار.
لم يفعل هذا فقط رياض سلامة، بل قام بضخ الأموال عبر مصارف لبنان لتزويد الشعب اللبناني بالقروض على صعيد السكن وشراء السيارات ودعم الزراعة ودعم الصناعة ودعم التجارة ، وكل ذلك عبر دعم مصرف لبنان للقروض التي قدمها للشعب اللبناني فمنع الجمود الاقتصادي رغم الحالة السياسية السيئة في لبنان والخلافات الحزبية التي لا تريد الخير للبنان ، بل كل فريق يريد ان يحقق مصلحته الذاتية على حساب مصلحة لبنان.
هذا ومن دون وثيقة ومن دون اي برهان او تهمة واضحة قام الوزير جبران باسيل بدعوة حاكم مصرف لبنان للاستقالة ، وطالب باسيل في حال عدم استقالة رياض سلامة ان تجتمع الحكومة وتعمل على اقالة الحاكم سلامة من حاكمية مصرف لبنان.
رياض سلامة لم يرد على الحملات ضده، لان الصمت اقوى من الكلام ، ولأنه قام بواجباته في تكليف شركة عالمية للتدقيق في حساباته ، وأصبحت حساباته في عهدة القضاء والحكومة وصمت الحاكم رياض سلامة اشد قوةً من الدعوة الى اقالته او استقالته.
نحن ننتظر نتيجة التحقيق الجنائي بفارغ الصبر ، لأن عند ذلك ستظهر الحقيقة التي تقول ان الحاكم رياض سلامة شفاف حافظ على المصلحة العليا للبنان ولم يستغل مركزه ونفوذه لاي مصلحة شخصية وعلى كل حال الأيام آتية ولا أحد يستطيع إخفاء الحقيقة.
ويبقى صمت الحاكم رياض سلامة هو الصوت البليغ والاقوى.