Site icon IMLebanon

«الطارئة» لتستحق اسمها

 

 

جيد أن يلتئم القادة العرب في «القمة الطارئة» المقررة اليوم، في الرياض بدعوة من المملكة العربية السعودية، وهذه مبادرة جليلة في المبدأ، ولكن الى أي حد يمكن أن يتوصل الملوك والرؤساء والأمراء، ومن يمثّل بعض الغائبين شخصياً، الى نتيجة فاعلة في تخفيف آلام غزة، ووقف النزيف الهائل في شعبها الذي يسقط منه الشهداء، يومياً بالعشرات، ناهيك بالجرحى والدمار غير المسبوق في المواجهات الحربية منذ الحرب العالمية الثانية.

 

يُدرك القادة العرب، بالتأكيد، أن غزة المظلومة الصابرة والصامدة على المجازر الوحشية التي يرتكبها سفّاح العصر (وربما العصور كلها على مرّ الزمان) بنيامين نتانياهو وزمرة المجرمين الصهاينة من حوله، نقول يدرك المشاركون في القمة العربية أن غزة المظلومة لا تريد منهم بياناً ختامياً خشبياً، يندّد ويستنكر ويشكو الخ… ليبقى حبراً على ورق! إن غزة تريده موقفاً عملياً فاعلاً ومؤثّراً في مجريات عدوان  الاحتلال.

 

غزة لا تريد بياناً يعدد الضحايا ويوصّف الدمار ويستدرج العواطف، فهذا كله بات معروفاً في الزوايا الأربع من المعمورة، حتى تجو بايدن صار يعرفه، وحتى التابع السخيف إيمانويل ماكرون بات يعرفه…

 

وأهل غزة الصامدة الصابرة الشامخة لا يريدون من قادة هذه الأمة الوقوف على خاطرهم الخ… من الكلام المعسول!

 

غزة تريد دعماً مادياً فورياً مباشراً بالتضامن والتكافل بين بلدان القمة قاطبة:

 

تريدهم ألّا يخضعوا لشروط العدو متى يُفتح المعبر ومتى يبقى مقفلاً. ومتى تدخل المساعدات ومتى يُمنع دخولها، ومَن يُؤذن له من الغزاويين أن تصل إليه المساعدات، ولو بالقطّارة، ومَن يحظّر عليه ذلك…

 

وتريد غزة أن تعرف لماذا لا يُسحَب السفراء العرب من فلسطين المحتلة، وفي المقابل لماذا لا يُطرَد سفراء الكيان الصهيوني من العواصم العربية! (وهذا أضعف الإيمان).

 

وتريد غزة أن تسأل هل فقد «سلاح النفط» فاعليته؟ تسأل وهي تترحم على الملك فيصل بن عبد العزيز.

 

إن المبادرة السعودية بالدعوة الى عقد «القمة الطارئة» يجب، بالضرورة القصوى، أن تؤدي الى موقف تاريخي استثنائي في هذه المأساة الفظيعة التي يتمادى فيها العدو الصهيوني. إن لم يكن من أجل غزة فمن أجل العرب أنفسهم ومن أجل العروبة ذاتها ومن أجل الماضي والحاضر والمستقبل، وتفادياً للعنة التاريخ. وكي لا ترى الأجيال الآتية إنها مضطرة لأن تردّد الكلمة – الصرخة الأكثر بلاغةً: واعروبتاه!