IMLebanon

واشنطن تعتبر «حاكمية المركزي» الأساس وانتخاب الرئيس تفصيل

 

الاستحقاق الرئاسي في مدار المراوحة إلى ما بعد قمة الرياض

 

 

يُنتظر أن يبقى الوضع اللبناني من مختلف زواياه ومندرجاته على حاله الى ما بعد انعقاد قمة الرياض التي سيكون لها هذه المرة نكهة خاصة، خصوصاً وأن موعد انعقادها جاء في لحظة عربية مؤاتية بعد ان ساهمت مجمل التطورات في المنطقة الى اكتمال عقد الجامعة العربية من خلال عودة دمشق اليها، حيث يفترض ان تنبثق عن هذه القمة قرارات ذو شأن بالنسبة للواقع العربي الراهن، وسيكون للبنان حصة وافية من اعمال هذه القمة، وفي الاحاديث الجانبية التي ستجري في الاروقة والقاعات حيث مكان انعقادها، وما ان يصدر البيان الختامي الذي سيحث بالتأكيد المسؤولين اللبنانيين على تحمل مسؤولياتهم في معالجة ازماتهم والذهاب الى انتخاب رئيس على اعتبار ان هذا الاستحقاق يشكل الممر لمعالجة باقي الازمات المتفرعة عنه وخصوصاً على المستوى الاقتصادي والمعيشي، فإن حركة الاتصالات ستتكثف باتجاه لبنان في سبيل المساعدة على تضييق المسافات بين القوى السياسية وبالتالي التفاهم على اسم الشخص الذي سيفتح ابواب القصر التي اغلقت منذ حوالى ما يناهز الخمسة اشهر.

وحيال هذا ينتظر ان يشهد مطار رفيق الحريري الدولي مع نهاية الشهر الحالي حركة اقلاع وهبوط للعديد من الطائرات التي سيكون على متنها موفدون عرب واجانب يعملون على خط انجاز الاستحقاق الرئاسي بما يتلاءم وحركة المتغيرات التي تشهدها المنطقة والتي كانت بداياتها مع التفاهم السعودي – الايراني، ومن ثم التقارب السعودي – السوري والذي انبثق عنه عودة سوريا الى الجامعة العربية بعد انقطاع استمر اثنا عشر عاماً، على ان يتواكب ذلك مع حراك داخلي يتماهى مع ما يجري في الخارج تجاه لبنان، وخصوصاً وأن الدول المهتمة بلبنان اعلنت مراراً وتكراراً بأنه لا يمكن مساعدة اللبنانيين على حل خلافاتهم ما لم يساعدوا هم انفسم على ذلك.

ووفق المواقف التي بدأت تطلق من جهات تعمل على خط تسوية الوضع اللبناني، فإن الامور افضل مما كانت عليه منذ بضعة اسابيع، وكان اللافت في ذلك ما يكرره السفير السعودي وليد بخاري من كلام خلال جولاته على المسؤولين والذي يعكس فيه رغبة المملكة على المساعدة وانها لن تكون حجر عثرة امام اية تسوية تكون لصالح انقاذ لبنان مما هو فيه، وما اعلان السفير بخاري بأن لا فيتو سعودي على اي مرشح للرئاسة الا اشارة واضحة لمن يعنيهم الامر بأن المملكة لن ترفع البطاقة الحمراء بوجه احد، وهي ستكون مؤيدة لاي قرار يتفق عليه اللبنانيون في ما خص الاستحقاق الرئاسي وغيره من القضايا التي هي مدار خلاف.

 

مصدر وزاري: عودة سوريا إلى الكنف العربي تعزز حظوظ فرنجية في الرئاسة

 

وفي تقدير مصدر وزاري اننا اقتربنا من اي وقت مضى من انتخاب رئيس للجمهورية، وقد جاءت عودة سوريا الى الجامعة العربية لتشكل قوة دفع في هذا الاتجاه، حيث تعزز حظوظ رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية من الجلوس على كرسي الرئاسة، سيما وأن الموقف السعودي بات اكثر من مساعد في ظل التأكيد على عدم وجود فيتو للمملكة على اي مرشح لهذا المنصب.

ويلفت المصدر الى ان الدور الفرنسي لم يتراجع وان زخم هذا التحرك يتسارع حيناً ويتباطأ احياناً، وذلك وفق المناخات الموجودة، غير ان الثابت الى الآن بأن باريس تضع الملف الرئاسي في الاسطر الاولى من اجندتها الخارجية وهي لن تتوانى عن تقديم ما يطلب منها في سبيل وصول الاستحقاق الرئاسي الى بر الأمان.

اما لجهة انكفاء واشنطن نوعاً ما عن هذا الملف والاكتفاء بمراقبة ما يجري من دون ان يكون هناك دخول مباشر على خط الاتصالات بشأن الاستحقاق الرئاسي، يؤكد المصدر الوزاري ان طريقة تعاطي واشنطن عن طريق السفيرة في لبنان يظهر بما لا يدعو الى الشك بأن الولايات المتحدة الاميركية مهتمة بحاكمية مصرف لبنان اكثر من انتخاب رئيس، وهي ابلغت من يعنيهم الامر بأنها ترفض ان تنتهي ولاية رياض سلامة من دون ان يكون قد عيّن حاكم للمصرف المركزي، وهي انطلاقاً من هذه الرغبة تشجع الاسراع على تفاهم وانتخاب رئيس قبل نهاية حزيران، لان الولاية الممددة لسلامة تنتهي في تموز المقبل.