IMLebanon

قمّة الخنوع والاستسلام (2)

 

 

جاءتني عدّة رسائل تهنئة على مقالي الذي يحمل عنوان “قمة الخنوع والاستسلام»، وأنا بدوري أشكر جميع القرّاء على اهتمامهم وتشجيعي على قول الحقيقة.

 

ولكن البعض الآخر، طالبني بالكتابة مرّة ثانية، لأنّ هناك بعض المتخاذلين الذين يجب فضحهم والتشهير بهم، علّهم يخجلون ويدركون أنّ الشعب سوف يحاسبهم كما حاسب الشعب الليبي «الأخ» معمّر القذافي، ويكفي مشاهدته مختبأً في «مجرور» للصرف الصحي. وكيف انتقم شعبه منه… هذا الحادث هو عبرة لكل حاكم يتمادى في طغيانه ويتجبّر على شعبه، وقد يظن أنه سوف يهرب من العقاب، فأنذره بأنّ عقابه سيأتي مهما طال الزمن، وسيكون هذا العقاب شديداً.

 

إحدى الرسائل التي وصلتني جاء فيها: لماذا دُعِيَ بشار الأسد الى القمّة؟ وما هو الفرق بينه وبين ما يفعله الصهاينة بالشعب الفلسطيني؟ وإن كنا قد سكتنا فإنّ هذا لا يعني اننا نسينا، بل على العكس، فإننا لا نزال ننتظر اليوم الذي سيحاسب فيه، خصوصاً على قَتْلِه مليون مواطن سوري بحجة الارهاب و «داعش» و «النصرة»… وكأنه يظن اننا لا نعرف أنّ «داعش» هي مجموعة من الجماعات التي كانت في سجون العراق، والسجون السورية، تهمتهم انهم متديّنون. وبما ان المطلوب القضاء على الطائفة السنّية لتصبح سوريا للعلويين فقط، فقد أُخرجوا من سجون الرئيس بشار الأسد تزامناً مع إفراج 2000 سجين مسلم سنّي من السجون العراقية، لأنهم إسلاميون متطرفون. وهذا ما فعله رئيس وزراء العراق الأسبق نوري المالكي المتطرّف شيعياً، والذي كان ينفذ سياسة إيران في العراق، أي عملية تشيّع العراق… وطبعاً انضمّ هؤلاء المسلمون المتطرّفون الذين أخرجوا من سجون سوريا والعراق وتوحدّوا وشكّلوا ما يُسمّى في ما بعد بـ»داعش» وغيرهما. وإثباتاً للمؤامرة نتذكر كيف استولت «داعش» على الموصل. واللافت ان البنك المركزي في الموصل كان يحتوي على نصف مليار دولار أميركي «كاش» نقداً، وأيضاً 500 سيارة تويوتا «فور ويل درايڤ» جديدة، وكميات من السلاح تكفي لجيش كامل العدد والعدّة.

 

على كل حال، المهم ان الذي قتل مليون مواطن من شعبه وشرّد 12 مليوناً من شعبه أيضاً، وهو الذي ذبح الفلسطينيين في مخيّم اليرموك، يُدعى الى مؤتمر لبحث الاعتداء الغاشم والغادر الذي يقوم به الجيش الارهابي الصهيوني ضد شعب غزّة وأطفال غزة وشيوخ غزة ونسائها، والأهم بعد بشاعة وهول صوَر الأطفال الموجودين في «الكوفيس» وهم حديثو الولادة، وهم بحاجة الى أوكسجين ومعالجة طبّية كي يكتمل نموّهم، حتى هؤلاء طالهم الإجرام الصهيوني الغادر والغاشم.

 

على كل حال، أبطال «طوفان الأقصى» الذين رفعوا رأس كل مواطن عربي يقومون بالتصدّي للجيش الصهيوني الذي لا يُقهر ببسالة وشجاعة بارزيْن.

 

وعلى كل حال، أكتفي بالقول: إنّ من جرائم القمّة، غير جريمة «موسم الرياض الترفيهي» تأتي جريمة دعوة بشار الأسد للمشاركة فيها.

 

كذلك، قال لي أحد القرّاء: هل شاهدت أو سمعت ما قالته رئيسة وزراء إيرلندا؟ وزاد كنت أتمنى لو ان الرؤساء الموجودين في القمة فعلوا ما فعلته رئيسة وزراء إيرلندا عندما طردت السفير الاسرائيلي احتجاجاً على اعتداءات الجيش العبري على أهل غزّة، خاصة وأن هناك سفير إسرائيل في مصر وتركيا وليس عندي معلومات دقيقة أكثر من ذلك… وكم كنت أتمنى ولا أزال أقول إنّ الدول الاسلامية التي شاركت في القمة والتي لم تخجل من البيان الختامي أن تعوّض تقصيرها وأن تأخذ قراراً أقله طرد أو قطع العلاقات مع العدو الاسرائيلي رداً على قتله الفلسطينيين بجميع أنواع الاسلحة منذ 37 يوماً من دون توقف.

 

أرجو أن تصل رسالتي الى جميع الرؤساء، وأتمنى أن يكون عندهم الحدّ الأدنى من الانسانية.