أفرز قانون الإنتخابات النيابية الجديد، القائم على النسبية، عدداً هائلاً من المرشحين بلغ 917 مرشحاً، ونتج عن هؤلاء 77 لائحة بقي العمل على تسجيلها حتى منتصف ليل أول من أمس الإثنين. وهذا العدد من اللوائح، وهو الأعلى في تاريخ الإنتخابات النيابية، إن دل على شيء فعلى أنَّ اللبنانيين متعطشون إلى الديمقراطية، بعدما اختبروها للمرة الأخيرة في حزيران من العام 2009.
لكنْ ليست الديمقراطية وحدها هي التي رفعت عدد اللوائح الى 77 لائحة، بل هناك عوامل عدة أبرزها أنَّ قانون النسبية يتيح فوز أكثر من لائحة شرط حصول اللائحة على الحاصل الإنتخابي.
والأهم من ذلك أنَّه لا يمكن سحب أحدٍ من عملية الترشيح بعدما أُنجز تسجيل اللوائح، وأنَّ المعركة بدأت من اليوم وحتى مساء السادس من أيار المقبل.
بعد الإنتهاء من تسجيل اللوائح، يمكن إجراء قراءة سياسية لها، وبعض الإحتمالات حيالها:
تلي بيروت الثانية في عدد اللوائح، دائرة طرابلس المنية – الضنية بثماني لوائح. وكما في بيروت، كذلك في طرابلس، يخوض الرئيس الحريري معركة قوية جداً في مواجهة حلفاء الأمس وخصوم الأمس واليوم.
ينخفض العدد إلى ست لوائح في أكثر من دائرة:
عكار، الشوف، بنت جبيل، النبطية، مرجعيون وحاصبيا.
ومن خلال قراءة معطيات الدوائر التي فيها العدد الأكبر من اللوائح، يتبين أنَّ الدوائر المعني فيها الرئيس سعد الحريري مباشرة لِما فيها من ثِقلٍ من تيار المستقبل، هي الدوائر التي شهدت العدد الأعلى من اللوائح بيروت الثانية 9، طرابلس 8، عكار 6، الشوف 6. هذا العدد المرتفع ليس وليد ساعته، وليس من باب المصادفة، بل يعني أنَّ التحدي الأكبر في هذه الإنتخابات هو التحدي الذي يواجهه الزعيم الشاب، سواء لجهة تثبيت زعامته داخل طائفته أو على مستوى الوطن ككل.
ويتأكد معطى التحدي إذا ما تمت مقارنة عدد اللوائح في مناطق نفوذ المستقبل مع عدد اللوائح حيث يخوض الرئيس نبيه بري المعركة.
ففي دائرة صور الزهراني لائحتان فقط، إحداهما يترأسها الرئيس بري في مقابل لائحة ثانية، وكان لافتاً اقتصار اللوائح في هذه الدائرة على لائحتين، ما يجعل المعركة غير صعبة نسبياً.
وبعد إقفال اللوائح وتحديد عدد كل منها في الدوائر، يمكن استشراف الكتل النيابية وأحجامها:
في التمثيل المسيحي، ستكون كتلة التيار الوطني الحر هي الأكبر، تليها كتلة القوات اللبنانية، ولكن بفارق واضح، ثم تأتي الكتل الأقل عدداً ككتلة المردة وكتلة الكتائب فيما سيكون هناك ناجحون منفردون.
وتجدر الإشارة إلى أن التيار الوطني الحر كان رشَّح العدد الأكبر، وقد بلغ عدد مرشحيه ٨٦، اي ما يوازي ثلثي اعضاء مجلس النواب وهذا الرقم له دلالاته.
وبين هؤلاء من هو محسوم فوزه وفي الطليعة عن المقعد الارثوذكسي في المتن الوزير الصديق الياس بو صعب، وعن المقعد الماروني رجل الاعمال سركيس سركيس الذي له رصيد لدى ابناء المتن نظرا الى ما يؤديه من دور في تنمية هذا القضاء وخدمة ابنائه وما يقدمه من دعم للكنائس.
6 أيار لناظره قريب، وعلى رغم أنَّ لوحة المجلس النيابي الجديد بدأت تكتمل، فإنَّ الطريقَ إلى هذا المجلس محفوفة بالمفاجآت.
لننتظر.