IMLebanon

خارطة طريق لتجزئة لبنان والمنطقة العربيّة

تشير احدى المرجعيات المختصة بملف الشرق الاوسط بانه أمام الواقع الجديد الذي أخذ يفرض وجوده على الساحة الدولية ان العالم العربي وكالعادة لازال متخلفا عن إدراك هذه المتغيرات ولا زال يؤمن بالمحلية والقطرية الضيقة، بل إنه ازداد تشرذما بعد أن لعبت الدول الكبرى في العالم الجديد بمقدرات العالم العربي ورسمت له أمام ضعف الحكومات خارطة طريق تقود إلى مزيد من التشرذم والفرقة من خلال توسيع الهوة بين مكونات هذا العالم وتأجيج النزاعات القومية والطائفية بين الدول العربية، فارتضت للأسف حكوماته بأن تكون أداة لقوى دولية وظيفتها سحق شعوبها ودفعها إلى مزيد من الاقتتال والفرقة لتتمكن هذه القوى من فرض هيمنتها ودون حروب على العالم العربي تحت حجة تأمين الحماية الدولية أو تقديم المنح والإعانات أو غيرها من الحجج التي لا أساس لها من الواقع.

وخير مثال على ذلك ما حصل في السنوات الأخيرة تقول المرجعية، من كوارث في الدول العربية التي كان يمكن لها بشيء من الجهد أن تغادر خانة العالم الثالث، كالعراق ومصر وليبيا وسوريا ولبنان، حيث ان شعوب هذه الدول تتقاتل فيما بينها، وتنامي فكر خطير بتوجيه من القوى الدولية فحواه ضرورة تأسيس أقاليم أو فيدراليات على أساس طائفي في هذه الدول كضرورة ملحة لتحقيق الأمن، وبالتالي العالم العربي يندفع بجهل كبير لتنفيذ ما تم إملاؤه على بعض الدول العربية لتعمل على تجزئة البلد الموحد إلى دويلات صغيرة متنازعة ومتقاتلة ولا تمتلك أدنى مقومات الدولة، فتظل بحاجة دائمة للحماية الدولية التي توفرها دول العالم العظمى التي كانت معروفة بالقوى الاستعمارية.

وتتابع المرجعية، بان العالم المتحضر يتجه إلى التوحد والدول العربية تتجه إلى التشرذم، بينما حكومات العالم الجديد انصاعت لرغبات شعوبها ورضيت بأن تمارس دورا قياديا في إدارة شؤونها، والدول العربية تعمل جاهدة على عسكرة مجتمعاتها وخلق أقطاب متنافسة وزرع المزيد من الفرقة والانقسام، وتتفنن في امتهان كرامة المواطن العربي وانتهاك حقوق الإنسان، ورضيت هذه الشعوب أن نكون الضحية والجلاد، وارتضى بعض الحكام بأن يكونوا بيادق تحركها دول وقوى أصبحت تتحكم بمصير العالم الجديد.

وتختم المرجعية بانه أمام الوضع الحالي لا بد من إيجاد حلول، ، فمسألة الرهان على القومية والاتجاه نحو تحقيق الوحدة العربية التي طالما تغنت بها الأحزاب القومية، التي أصبحت رهانا خاسرا، وهذا الهدف رغم مشروعيته أصبح هدفا صعب التحقيق ومستحيلا، لذلك يجب على حكومات الدول العربية أن تبحث عن مصالح شعوبها والسعي لإدراك ما فاتها والإسراع للانخراط في منظومة دولية تحقق مصلحة شعوبها قبل فوات الاوان .