زوّار الحاكم محكومون بالخوف.
وروّاده مأسورون بالهلع.
الخوف على مصير البلاد يقلقهم.
والقلق على المستقبل يخيفهم.
والحاكم اطمأن على الليرة اللبنانية.
لكنه ليس مطمئناً على الوظائف.
في رأي العائدين من عنده، ان المناصفة تلفظ أنفاسها.
وان التوازن قصة قديمة، انتهت في بلد عاش على التوازن، وفي وطن لا موازنة فيه. ولا توازن.
وتسألون الآن، لماذا لا أمل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
الناس، ضيّعوا أوقاتهم، في مشاهدة الشاشات الصغيرة.
وانهمكوا في تعليقات سطحيّة:
قوى أمنية تردع متظاهرين، اعتدوا عليهم.
وشباب عزّل ردّوا على العدوان، إما بالاضراب عن الطعام لليوم الثالث عشر.
أو اختلط ضرب الفتيات بالهجوم على القوى الأمنية، وبالحملة على الوجوه الكالحة والفرحة في آن.
الفلسطينيون بلعوا البلد.
والسوريون اختاروا، أو يختارون لبنان بلداً بديلاً من وطن السوريين.
أما اللبنانيون فهم ثلاثة أقسام:
قسم يأكل الوظائف من المسيحيين.
وقسم ثانٍ يجهز على ما تبقى من وظائف.
وقسم ثالث يلتهم الحصص الباقية.
ولذلك، فان اللبنانيين الأقحاح يحذرون من القبول برئيس جمهورية ضعيف.
ويطالبون برئيس قوي يدافع عن الأرض والهوية.
ويقاوم الفساد الاقتصادي، الذي هو سبب تهجير اللبنانيين، ويتمسّك باجهاض مؤامرة السلطة السياسية، الهادفة الى توطين الفلسطينيين والسوريين.
ولذلك، فقد ناشد المخلصون السوريين أن يتشبّثوا بأرضهم لاعمارها، لزراعتها، ومقاومة التوطين.
***
كان الحدث اللافت أمس، دعوة قاضٍ شجاع، مدير كهرباء لبنان كمال حايك، الى دعوة السياسيين، لدفع ما يترتب عليهم من ديون لكهرباء لبنان.
وخلال ساعات كان معظم الوزراء والنواب يهرعون الى تسديد ما يترتب عليهم من ديون لمؤسسة كهرباء لبنان.
عشرات الألوف من الأموال، والكثير من المليارات المسروقة من المال العام، جرى تسديدها خلال ساعات، لئلا تنقطع الكهرباء عنهم، إسوة بسائر الناس.
والسؤال: لماذا تركوا هذه الديون معلقة، أو عالقة من دفع.
وهل ثمة ديون أخرى، مثلها لا تزال معلقة في الهواء.
ثمة الآن مئات من الشباب، نزلوا الى الشارع وطالبوا بأن يبادر الزعماء الى تسديد ديونهم. وألاّ يتفرّج القضاة والمسؤولون عليهم، وهم يغضّون الطرْف عما يترتّب عليهم من ديون.
هل ما حدث كان عظيماً، لأن لصوص الخزينة مضى عليهم عشرات السنوات، وهم لا يقومون بتسديد واجبات متراكمة عليهم، لا لأنهم ليسوا غيارى على المال العام، بل لأنهم تعوّدوا السطو على المال العام!