Site icon IMLebanon

أين اختفى «روبرت مالي» وما علاقته بنظام الملالي؟!!  

 

 

من هو روبرت مالي؟ في الحقيقة ان الذي لا يعرف من هو روبرت مالي يعتبر جاهلاً خصوصاً أنّ هذا الرجل الذي لعب دوراً مميزاً الى جانب نظام الملالي ضد بلاده، بل وأكثر فإنّه أمسك الملف النووي الإيراني الذي يعتبر وصمة عار في تاريخ أميركا، إذ كيف يمكن أن نتصوّر ان إيران تجابه 5 دول عظمى زائد أميركا ولمدة عشرات السنين؟ وكيف بدأ الملف في عهد باراك أوباما أضعف رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الى عهد دونالد ترامب الذي ألغى الاتفاق لأنه شعر بأنّ أميركا تعطي انطباعاً بأنها ضعيفة أمام إيران؟ حتى جاء الرئيس الكارثة جو بايدن الذي انفضحت في عهده أمور عدّة أهمها إتمام صفقة تبادل 5 مخطوفين أو رهائن أميركيين مقابل 6 مليارات من الدولارات دفعتها أميركا.

 

خلاصة الموضوع ان الذي يتساءل: كيف ان أميركا عجزت عن حل الملف النووي الايراني يتبيّـن ان الدور القذر الذي لعبه روبرت مالي كان وراء هذا الملف؟

 

وما أثار القضية في هذه الأيام ان الجمهوريين في الكونغرس الاميركي، الاسبوع الفائت، اتهموا إدارة بايدن بإحداث فضيحة جديدة تتعلق باختراق إيران شبكات أميركية حسّاسة.

 

وعرض الجمهوريون قيام إدارة بايدن بإخفاء معالم هذه الفضيحة التي يعتبر روبرت مالي بطلها الحقيقي، وطالبت بإجراء تحقيقات شفافة متهمة مالي بتسريب معلومات أميركية سرّية بمساعدة ودعم عملية إيرانية ذكية لاختراق «إدارة بايدن» في عقر داره.

 

وفور تعليق عمل روبرت مالي الذي اتخذته إدارة بايدن.. نشرت وسائل إعلام إيرانية بعض التقارير التي تحتوي على ما بدا انها وثائق حكومية أميركية مهمة تزعم أنها السبب وراء تعليق عمل ومهمة مالي وإلغاء التصريح الأمني له. وفي تحليل خاص نشره الكاتب لي سميث تمّ التشكيك مرّة أخرى في مصير المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي.

 

وقال لي سميث في تحليله هذا إنّ الكونغرس والاميركيين يستحقون معرفة المزيد عما حدث وعما سيحدث لروبرت مالي.

 

وكان روبرت مالي هو من يقود جهود الادارة الاميركية في ما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني ومصير الرهائن الاميركيين في إيران. إلاّ انه وقبل شهرين عرف الكونغرس والرأي العام الاميركي من خلال وسائل الاعلام أنّ وزارة الخارجية الاميركية علّقت عمل روبرت بسبب احتمال إساءة استخدامه لمعلومات سرّية.

 

ومنذ مدّة أظهرت التسريبات المتكررة والمستمرة للمعلومات التي نشرتها وسائل الاعلام التابعة للنظام الايراني، أنّ وزارة الخارجية الاميركية كانت تزوّد الكونغرس والرأي العام بمعلومات ناقصة ومضللة في الكثير من الأحيان حول الملف الايراني.

 

ومن خلال وثائق حكومية مسرّبة لإدارة بايدن نشرتها صحيفة «طهران تايمز»، التي تُدار من قِبَل النظام الايراني، تبيّـن أنّ مالي أُبْلِغ في 20 نيسان الماضي بأنه سيخضع للتحقيق بتهمة سوء التعامل مع المعلومات السرّية التي في حوزته.

 

ومع هذا، فإنّ وزارة الخارجية الاميركية لم تخبر الكونغرس ولا الرأي العام الاميركي بالأمر. فيما كان مالي يواصل عمله وأداء بعض واجباته التي لا تتطلب تصريحاً أمنياً.

 

وفي 16 أيار الماضي عرف موظفو الكونغرس أنّ روبرت مالي لم يحضر الجلسة المتعلقة بالملف الايراني في مجلس الشيوخ الاميركي. وكان مسؤولون في وزارة الخارجية الاميركية قد قالوا: إنه في إجازة.

 

في السابع من تموز الماضي أعلن موقع Semaphore الالكتروني ان مكتب التحقيقات الفدرالي FBI يحقق في احتمالية إساءة استخدام روبرت مالي لمعلومات سرّية.

 

وبعدما شعر المشرّعون الأميركيون بالتضليل طالبوا بإجابات، ودعا رئيس اللجنة الخارجية بمجلس النواب الجمهوري مايكل ماكول الى عقد جلسة توضيحية.

 

في واشنطن يعتبر روبرت مالي شخصية غير مستقلة وله مؤيدون ومعارضون أقوياء. لكن السؤال الآن: هل تجاوز مالي الخطوط الحمر؟

 

لقد زعم مسؤولو إدارة بايدن ان إجازة مالي غير مدفوعة… في المقابل، فإنّ هناك مشكلة تتعلق بالحفاظ على سرّية المعلومات.

 

هذا وقد مثّل إيقاف المبعوث الخاص بإيران روبرت مالي عن العمل وسط تحقيق أمني ديبلوماسي أجرته وزارة الخارجية الاميركية في احتمال إساءة التعامل مع المعلومات السرّية، مفاجأة كبيرة للمختصين بالشأن الاميركي – الايراني.

 

وكان مالي الذي قاد فريق التفاوض الأميركي المباشر وغير المباشر مع إيران منذ وصول الرئيس جو بايدن الى الحكم في كانون الثاني 2021 مكلّفاً بإعادة التفاوض حول اتفاقية الملف النووي الايراني التي انسحبت منها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018.

 

وأثار وضع مالي تساؤلات منذ تغيّبه عن إحاطة سرّية للكونغرس بشأن إيران في 16 أيار الماضي حين أخبر مسؤولو وزارة الخارجية أعضاء مجلس النواب أنّ مالي في إجازة خاصة ممتدّة.

 

في الوقت نفسه، طالب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الجمهوري مايكل ماكول -كما ذكرنا- بمعرفة المزيد عن المزاعم التي دفعت وزارة الخارجية الى إجراء تحقيق مع مالي بشأن تعامله مع الوثائق السرّية.

 

ويمكن تلخيص أزمة مالي بنقطتين:

 

الأولى: إنّ قضايا التفاوض بين طهران وواشنطن أكبر من شخصية أي مفاوض في فريق الدولتين، حيث ان القضايا الخلافية جوهرية، وليست لها أبعاد شخصية.

 

الثانية: إنّ إبعاد روبرت مالي يُسْعِد من لا يريدون العودة للاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي، إذ انه كان هدفاً لصقور المعارضين للاتفاق الذي صوّروه على انه متعاطف مع إيران.

 

نشير الى ان مالي لعب دوراً أساسياً في الجهود الاميركية لإحياء الاتفاق النووي الايراني، وهو أحد أكثر ملفات إدارة بايدن الخارجية تعقيداً. ولم تُسْفر هذه الجهود بعد عن أي اختراقات. وسبق له أن لعب دوراً كبيراً في المفاوضات التي جرت في عهد الرئيس السابق باراك أوباما وصولاً لعقد الاتفاق عام 2015. كما كان له دور رائد في السعي لتأمين إطلاق سراح الاميركيين المحتجزين في إيران في الفترة الأخيرة يعني الذين تم إطلاق 5 محتجزين مقابل دفع 6 مليارات.

 

ويمكن الإشارة في قضية غياب مالي أنّ هناك شائعات وتفاصيل كثيرة وردت حول الموضوع رغم طبيعة انتهاكات مالي لم يعلن عنها بعد.

 

وطبقاً للتقارير الواردة يُتهم روبرت مالي بتسريب معلومات سرّية الى النظام الايراني أو بلد أجنبي آخر. وقد أكدت وسائل إعلام إيرانية بدورها ان مالي التقى مسؤولين إيرانيين على هامش أعمال الأمم المتحدة من دون إطلاع وزارة الخارجية عليها.

 

وتضيف الاتهامات من خلال التقارير ان مالي شارك خلال فترات سابقة في اجتماعات مع أعداء بلاده. كما أشارت الى مفاوضات أجراها مع ممثلي «حماس» عام 2008، وأيضاً الى طرده من لجنة الانتخابات التابعة لباراك أوباما خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية.

 

كذلك اتهم بعدم الاهتمام بالحفاظ على المعلومات السرّية التي من المحتمل أن تكون قد وصلت الى إيران.