IMLebanon

دروس الصواريخ والمصالح المشبوهة؟!

 

لم يقنعنا سماحة السيد حسن نصر الله من خلال  قوله ان «الحزب يملك صواريخ بعيدة المدى قادرة على توجيه  ضربة موجعة للعدو الاسرائيلي». كما لم ينس سماحته  ان يذكرنا  ويجعل اسرائيل تفهم من كلامه ان «منشأ الصواريخ البعيدة المدى هو ايران» فيما يعرف تماما انه قادر  على ضرب اسرائيل، لكنه لم يقل شيئا عن قدرة اسرائيل على ضرب ايران في مواقعها الموجعة»؟!

صحيح ان «السيد» قال كلمته ومشى. لكن  الذي لم يقله هل انه قصد اسرائيل ام خصومه اللبنانيين ممن لا يرى رأيه، لاسيما بالنسبة الى خصومه في المجال العربي، خصوصا مملكة البحرين ومجلس التعاون الخليجي على رغم معرفته بانه يلحق الاذى بوطنه الاول، الى انه لم يستوعب الدعوات التي وجهت الى الديبلوماسيين اللبنانيين المعتمدين لدى الدول المشار اليها، ربما لانه يفضل ان يبقى على طرفي نقيض من الدولة اللبنانية ومن المصلحة  الوطنية العليا، على رغم معرفته بان خصومه وايران في الدول العربية تستقطب  يدا عاملة لبنانية تقدر بربع اللبنانيين المقيمين؟!

والاصح  مما تقدم ان «السيد» لم يقل لنا مرة واحدة ما هي توظيفات ايران في لبنان، الا لانه يعرف ان التوظيفات المطلوبة يجب ان تقتصر على حزب الله خصوصا وعلى الطائفة الشيعية عموما، وهي معادلة بالغة السلبية، كونها تنظر بعين واحدة الى ما يجب ان تكون عليه علاقته الشخصية وعلاقة حزب الله ومقاومته بايران وسواها، حيث ينحصر همه بما يجب القول عنه انه موقف يدعو الى الاستغراب والتساؤل عن جدوى منفعة اشخاص وليس جميع اللبنانيين على السواء؟!

الذين مع نصر الله يفهمونه على حقيقته، لكن غيرهم وهم الاكثرية من اللبنانيين لا يباركون مواقفه كونها بعيدة من شمولية المصلحة الوطنية العليا، الا اذا كان ذلك بمثابة مصلحة شيعية عليا من الواجب تقديمها على حساب  المصلحة الوطنية، وعندها لا بد من القول ان الرجل  فقد صدقية مسعاه السياسي والعسكري كونه قد ربط الامور ببعضها، فيما لم يعد يتذكر ان لبنانه غير ايرانه، وهي معادلة يصعب عليه كما يبدو اخذها في الاعتبار؟!

اما الذين على موقف مختلف مع حزب الله فانهم يحاورونه في غير المجالات التي يفهم الرجل عليها، ولا تدعه يفهم ما هو المطلوب منه قبل فوات اوان الردة السياسية على ما هو بصدده عسكريا وامنيا ايرانيا، لمجرد ان الامور قد اختلطت ببعضها ولم يعد ينقصنا في لبنان سوى اعلان الحرب على اسرائيل، من غير ان يحسب حسابا الى ما هو حاصل سلبا في سوريا وايران لما فيه مصلحة اسرائيل اولا واخيرا (…)

للتذكير فقط: ان السيد نصر الله يبدو وكأنه قد استعاد المعادلة الكوبية وتلك الكورية الشمالية ليحارب اسرائيل بالواسطة، ليس لان الكوبيين قد عاشوا ذل الثورة الكاذبة، بل لان الكوريين الشماليين يهددون محيطهم والعالم في حال تلكأوا عن اطعامهم من فتات موائدهم!

قد يكون الدرس الكوبي – الكوري الشمالي محطة سياسية بالغة الاهمية في تاريخ المواجهة غير المتكافئة مع خصومهما، لكنهما اعجز من ان يغيرا مسار التاريخ بلعبة من خارج المنطق، وهذا ما هو عليه الامين العام لحزب الله  عندما يكبر حجمه ومقاومته، مع انه يعرف تماما ان لبنانه لا يزال يجرجر ذيول حروب حزب الله مع اسرائيل، فيما تناست اسرائيل حروبها مع لبنان ومقاومته، الا من خلال بعض الدراسات والابحاث التي يرى العدو من واجبه الاعداد لها، وكأن الامور سائرة بالاتجاه الذي لا يخدم مصلحتها العليا؟!

ان المجريات السياسية في ايران اكدت خطأ مسعاها الاستراتيجي والا لما تأخرت لحظة عن «تجربة خطها الحربي مباشرة مع الشيطان الاكبر والشياطين الدائرة في فلكه» وهذا لا يحتاج الى كلام والى تنظير  سياسي اعلامي لا يقدم بديلا لدولة ايران المحرجة في الداخل قياسا على تراجعها المادي والمعنوي، وهي عندما تحارب الى جانب نظام بشار الاسد، فلانها تتيح لها محاربة خصوم الداخل بتهمة العمالة حينا والسعي الى سرقة الثورة من جهة ثانية وهما تهمتان دارجتان في معرض ابقاء السيطرة الايرانية على شعبها؟!