تاريخ آل جنبلاط معروف ومشهور من الشهيد كمال جنبلاط الى نجله وليد، نشير الى ذلك لكي نلقي الضوء على طريقة تفكير زعماء آل جنبلاط وكيف يتصرفون.
أحد المرشحين للدخول الى الكلية العسكرية رفض طلبه لأنه كانت لديه مشكلة في الطول، فهو قصير القامة، وضباط قوى الأمن لهم مقاييس معروفة، وكان كمال جنبلاط وزيراً للداخلية.
رئيس المكتب الثاني آنذاك العقيد غابي لحود توجّه الى كمال جنبلاط حاملاً مراسيم يجب أن يوقعها بصفة كونه وزيراً للداخلية، وعرف غابي لحود أنّ سبب رفضه هو اعتراضاً على عدم قبول المرشح الى الكلية الحربية يومذاك سليم سليم، الذي أصبح في ما بعد قائد الشرطة القضائية.
وعلى الاثر جرت مساعي من غابي لحود فقُبل سليم تلميذ ضابط في «الحربية».
وعندما دخل لحود الى جنبلاط وسلمه المراسيم وبينها مرسوم قبول سليم في الكلية، فنادى كمال جنبلاط على مدير مكتبه الياس التنوري وقال له: يبدو أنّ سليم صار طويلاً.
اليوم وكأنّ التاريخ يعيد نفسه، بدأت المشكلة الجنبلاطية مع تشكيل الحكومة وإصرار «حزب الله» على توزير شخص مقرّب من الأمير طلال أرسلان.
اعتاد وليد جنبلاط بعد استشهاد والده، أن يكون الآمر الناهي في شؤون الطائفة الدرزية الكريمة، لا يقبل مشاركة أحد لا في التوزير ولا في التوظيف… وعندما عُيّـن صالح الغريب وزيراً للمهجرين، بدأ جنبلاط يتهجم على رئيس الحكومة، علماً أنه حصل على وزارتين مهمتين: التربية والصناعة، بينما الوزير «الارسلاني» في حقيبة أقل أهمية.
بات على جنبلاط أن يدرك أنّ هناك مشاركة له… ولم يعد الوحيد الأوحد في الطائفة الكريمة، وباتت الزعامة الدرزية شراكة (ولو بنسب مختلفة) بينه وبين أرسلان وطرف ثالث يمثله الوزير وئام وهاب.
والاجتماع الأخير بين الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل تطرّق في قسم منه الى التعيينات، ويعتبر جنبلاط أنّ على الحريري ألا يقبل بأن يتم توظيف أي شخص لا يكون تابعاً له، والرئيس الحريري الذي وافق وقبل بالمعارضة السنّية مضطر أن يقبل بالمعارضة الدرزية.
ونقول لوليد جنبلاط الذي بدأ يشكك في زعامة الرئيس الحريري ويتهمه بالتنازل: قد يكون الرئيس الحريري يهادن أو يسامح أحياناً ولكن على قاعدة أنه «ام الصبي» وهمّه الوحيد قبل تحقيق المكاسب السلم الأهلي وإعادة إعمار البلد وإيجاد فرص عمل ومعالجة الاقتصاد من خلال قرارات «سيدر»، همّ الحريري البلد ومصالح الناس وليس إرضاء فلان أو فلان.
ونقول لجنبلاط: إذا كان يظن أنّ الهجوم على الحريري يضعفه، فالحقيقة أنه كلما تهجم على الحريري، فهذا يقوّي رئيس الحكومة ويشد العصب السنّي من حوله.
أخيراً… نتمنى على الرئيس سعد الحريري أن يبقى في عليائه يهتم بمصالح البلد ولا يتوقف عند كلام المغرضين الذين هم مستعدون لحرق البلد من أجل مصالحهم الخاصة.
عوني الكعكي