Site icon IMLebanon

روحاني.. وكذبة حفظ أمن المنطقة  

إيران ونظامها السياسي الذي يدِّعي الإخوة الإسلامية منذ وصول نظام الملالي إلى الحكم في 1979، والذي استبشرت به جميع الدول الإسلامية، ولكن الواقع فضح ادعاءات هذا النظام منذ وصوله إلى الحكم في إيران، فقد كان ولا يزال ومع تغير الرؤساء الإيرانيين، والذي يوصفهم بعضهم بالمتشدد أو الإصلاحي كخاتمي أو أحمدي نجاد، هؤلاء الرؤساء هم من يعملون على زعزعة المنطقة العربية، وقد كان قائدهم الخميني هو من أسس لمنهج تصدير الثورة بمفهومها الإيراني إلى دول الجوار، ونحن نتذكر الحرب العراقية-الإيرانية، والتي تصدي فيها العراق، ومعه بعض الدول العربية لهذا السلوك الإيراني العدواني، والذي يغلفه بآيديولوجيات دينية ومذهبية وانخدع بها الكثير من شعوب المنطقة العربية، نحن نعرف أن التمدد الإيراني قد حقق بعض أهدافه في كل من العراق وسورية ولبنان، ولكن يبدو أن هذه السياسية الإيرانية قد انكشفت وبشكل فاضح في بعض الملفات السياسية والأمنية في عالمنا العربي وعلى المستوى الدولي.

إيران التي ماطلت لأعوام في محادثاتها بشأن ملفها النووي مع القوى الغربية؛ مدعية بسلمية برنامجها النووي قد ركعت أخيراً في توقيعها على الاتفاق الإطاري مع تلك القوي الغربية، وسقطت هذه الادعاءات التي كانت تسوقها بسلمية هذا البرنامج النووي، والقيادة الإيرانية فقدت ورقة تعمل عليها لأعوام للاستهلاك الداخلي وخلق عداوات وهمية مع دول الجوار؛ معتقدة بأن التسويف في هذا البرنامج سيخلق منها قوة إقليمية تحلم بها، ونحن نعرف ونتابع التصريحات الأخيرة لأعلى القيادات الإيرانية هو اشتراطها بأن ترفع العقوبات بشكل نهائي عنها حتى يتم على الاتفاق النهائي في الأشهر المقبلة، وهذا كله كذب وادعاءات زائفة، ويعتبر ما تم التوصل إليه من اتفاق هو كأس من السم تجرعه المرشد الأعلى علي خامنئي، كما تجرع الخميني اتفاق وقف إطلاق مع العراق في حرب الثمانية أعوام.

العامل الثاني والمهم -باعتقادي-، الذي فضح الادعاءات الإيرانية بحسن الجوار والإخوة الإسلامية: هو تطورات الأوضاع في اليمن، وقيام تحالف عربي بقيادة المملكة، وإطلاقها عاصفة الحزم لإعادة الشرعية في اليمن الشقيق، هذا التحالف العربي غير المنتظر أسقط خرافة أحلام الدولة التوسعية في المنطقة.

في هذا السياق والتخبط الإيراني غير المعتاد في الخطاب الإعلامي للقيادة الإيرانية؛ نجد في هذا الخطاب انكشاف ألاعيبهم. فخطاب الرئيس الإيراني الأخير بمناسبة العرض العسكري السنوي للجيش الإيراني يعبر عن هذا الكذب والافتراء، فهو يدعي أن وجود القوات البحرية الإيرانية المرسلة إلى مضيق باب المندب هو لحماية حركة النقل البحري هذا أولاً، وكلنا يعرف تاريخ السياسية الإيرانية التي لا تكف عن إغلاق المضايق والممرات الإستراتيجية في المنطقة وأولها مضيق هرمز هذا من ناحية، من الجانب الآخر من قال إن الممرات المائية كباب المندب أو قناة السويس مثلاً في خطر، وكلنا نتابع يومياً ما يذكره المتحدث الرسمي لعاصفة الحزم أن هذه الممرات آمنة، وتواجد القطع البحرية لبعض الدول، ومنها إيران مكفولة إذا كانت في المياه الإقليمية، ولكن يبدو أن ما قاله روحاني هو تصعيد خطير، قد يقود إلى نتائج كارثية على إيران، ولكن يعرف أن إيران لها جماعات تابعة لها في منطقتنا، ولكن يبدو أن التحالف العربي قد فضح سياسة التوريط التي تتبعها طهران تجاه حلفائها في اليمن وغيرها.

وقال روحاني في كذبة أخرى إن إرسال هذه القطع البحرية الإيرانية هو لحماية الدول المطلة على تلك البحار، فكلنا يعرف أن معظم تلك الدول هي عربية، ولم تطلب مثل هذه التطمينات، وهي ليست بحاجة إليها، بل إن هذا التحرك الإيراني يعتبر تهديداً للشعوب العربية فقط.

أقول: «كفى كذباً وتدليساً، فسياسة إيران الملالي التي لا تحترم حق الجوار والإخوة الإسلامية هي من أسباب عدم الاستقرار في منطقتنا».