Site icon IMLebanon

روحاني في باريس!

بعد روما التي غطت “عورات” تماثيلها التي تمثل تراثها التاريخي من اجله، يحط الرئيس الايراني حسن روحاني في باريس التي تنتظر فيها كبريات الشركات الفرنسية زيارة رئيس دولة عادت للتو الى “حضن” المجتمع الدولي بعد انجاز الاتفاق النووي، ورفع العقوبات عنها، مما حرر مبالغ كبيرة من ارصدة ايران المحتجزة على مر الاعوام، وتبلغ في جميع مراحلها نحو ١٨٠ مليار دولار، تنوي ايران روحاني استغلالها من اجل فتح جميع الابواب امام طهران في العالم، بدفع من المصالح التجارية . فرنسا ليست استثناء، وشركة “ايرباص” لصناعة الطائرات تجتهد لانجاز عقد ضخم لبيع ايران ١١٤ طائرة لاسطولها المدني. وثمة العديد من الشركات تقف جاهزة لانتهاز فرصة وجود روحاني في باريس من اجل تحسين فرصها التجارية مع سوق يقال انها متعطشة لكل شيء. لكن دون هذه الطموحات التجارية الفرنسية عوائق: أولها ان سعر النفط في انهيار، وسيصل بحسب التقديرات الى ٢٠ دولارا للبرميل وما دون. وبالتالي فإن ايران تدخل السوق بزخم أقل. والثاني أن الاصول المالية المحررة من العقوبات الدولية سوف تشهد على مستوى السلطة في ايران نفسها تنافسا كبيرا بين أجنحة الحكم، بين جناح سيعمل على استخدامها لتنمية الكارتيل الاقتصادي – العسكري الذي يعكسه “الحرس الثوري”، وقد يستخدم جزء كبير من الارصدة في معارك ايران الخارجية في الاقليم، وجناح يمثله روحاني ومجموعة كبيرة من رجال الاعمال في الداخل والخارج يريدون ان يترجم الانفتاح وتحرير الارصدة، وعودة ايران الى السوق النفطية بحصول نقلة كبيرة في الاقتصاد الايراني والاسواق، وعلى مستوى معيشة الايرانيين ! فمن من هذين الجناحين سيضع يده على الارصدة والمداخيل المنتظرة؟

على المستوى السياسي، يعرف الفرنسيون أن العلاقة مع ايران العائدة الى المجتمع الدولي ليست سهلة، نظرا الى وجود خلافات كبيرة في ملفات ساخنة دوليا، مثل سوريا. أما بالنسبة الى لبنان، فإن الخلافات لا تمنع باريس وادارة الرئيس فرنسوا هولاند من التفكير في انفتاح في ما خص ايران روحاني. وهنا ينوي هولاند، على ما يشيع محيطه، الطلب من الرئيس الايراني العمل بجدية على تسهيل انتخاب رئيس جديد للبنان، وخصوصا أن المرشحين المعلنين هما من اصدقاء ايران، وبالتالي لا عذر لايران ولذراعها اللبنانية “حزب الله” لمواصلة المماطلة وتعطيل انتخاب الرئيس الجديد أكثر مما حصل. ويعتبر الفرنسيون ان طهران تملك مفتاح قرار “حزب الله”، وعليها ان تؤدي دورا ايجابيا لجهة فك أسر الرئاسة في لبنان من اجل تحصينه اكثر في وجه التحديات السياسية والامنية التي يواجهها. وبالنسبة الى المرشحين، ليس سرا ان باريس وخلفها الدول الاوروبية تنظر بعين ايجابية الى ترشيح النائب سليمان فرنجيه، وقد بدا ذلك واضحا من خلال المكالمة الهاتفية التي اجراها الرئيس هولاند مع فرنجيه الشهر الماضي مباشرة بعد ظهوره كمرشح جدي من خلال “المبادرة الرئاسية”! ولا يزال الموقف الفرنسي والاوروبي على حاله.

روحاني في باريس حدث كبير، والسؤال: ماذا أعدّ العرب لمواجهة عودة ايران الى الساحة الدولية؟a