IMLebanon

دور الخارج في لبنان!

كان الرئيس كميل شمعون يلقّب النائب كاظم الخليل الثعلب المدلَّل. وكان الثعلب المدلَّل يقول مع ابتسامة ذكية عند انفجار كل أزمة سياسيّة فتِّش عن المستفيد قبل المتضرِّر…

إذا كان من خوف على لبنان عند هذا المنعطف الإقليمي الهادر والذي يغلي بالمفاجآت، فليس كلّه من الخارج الغني عن التعريف والذي يحتلّ مرتبة المستفيد هنا، إنما فتِّش عن الداخل وخصوصاً المتضرِّر من التوصّل إلى أي حلّ يملأ الفراغ الرئاسي، ويسفر عن قانون عصري للانتخابات النيابيّة، ويعيد إلى الدولة دورها وهيبتها وسلطتها.

مثلما لكل شيء نهاية، فلكل بطش واستهتار واستئثار وخروج على الدولة والقوانين والأعراف نهاية أيضاً. وما دام الاتفاق النووي قد وفّر له الرئيس باراك أوباما سبل المرور بسلام وأمان، فلا شيء يمنع الرئيس الأميركي والرئيس الفرنسي ومعه رؤساء دول الاتحاد الأوروبي والمملكة العربيّة السعوديّة من مطالبة طهران برفع يدها عن الاستحقاق الرئاسي، وعن لبنان بصورة عامة.

وعند هذه النقطة، أو هذا الاحتمال، يصحّ الرجوع إلى مَثَل “الثعلب المدلَّل” بالنسبة إلى البحث عن المتضرِّر والمستفيد، داخليّاً وخارجيّاً وبين بين.

ووفق الذين يعرفون منزلة لبنان عند الملك سلمان بن عبد العزيز، فإن المحادثات الشاملة والعميقة التي شهدها البيت الأبيض بين الرئيس الأميركي وخادم الحرمين الشريفين خصّت الوضع اللبناني بوقفة تأمّل ومراجعة دقيقة للعوامل والأسباب التي أوصلت البلد إلى هذا الشلل والتعطيل، مروراً بالدور السلبي الذي “تشرف” عليه إيران منذ سنوات.

ليس جديداً على لبنان، وأحداثه، وسياسته، وقياداته، ومسؤوليه، والنافذين بين فئاته ورجالاته، “الانتساب” إلى إرادة خارجيّة والعمل بموجب ما تمليه من قرارات ورغبات، أيّاً يكن حجمها وأيّاً تكن ذيولها.

إنما، والحقّ يُقال، تاريخ ما بعد استقلال لبنان، استمراراً إلى هذه الساعة، يدلّنا بالأسماء والتفاصيل والنتائج والآثار والحيثيّات على أدلّة ووقائع وأحداث تؤكّد مواصلة “الدور الخارجي” في رسم الكثير من سياسات وتوجّهات هذا البلد المعطَّل والمفرَّغ، والذي كادت “حفنة” من الزبالة أن تودي بالبقيّة الباقية منه.

وللمناسبة، لا بدّ من توجيه التهنئة إلى الوزير أكرم شهيّب الذي أنجز خطة متكاملة للخروج من دوامة الزبالة، ولإنقاذ لبنان و”النظام اللبناني” من متربِّصين، وقرفانين، وناقمين طفح كيلهم ونفد صبرهم، ولم يبق أمامهم سوى أن يعلنوا غضبهم ورفضهم لكل هذه المهازل والمآسي والكوارث. فبارك الله في همّته وفي أفعاله.

وباعتبار أن بيروت على موعد قريب مع رئيس الأم الحنون، فمن الطبيعي أن تكون كل الأنظار والأبصار مشدودة إلى لحظة هبوط طائرة فرنسوا هولاند في مطار رفيق الحريري.