Site icon IMLebanon

بابا روما … من روما ١ تموز … يوم خلاص لبنان

 

 

أثارت زيارة قداسة البابا إلى العراق في الخامس من اذار ٢٠٢١ الكثير من التساؤلات والتحليلات لما احدثته من نتائج استثنائية وتجديد لدور الفاتيكان في تعزيز قيم المحبة والتسامح بين ابناء الديانات والحضارات والاعراق والثقافات المكونة لمجتمعات بلاد الشام التاريخية العميقة، وكثرت التساؤلات حينها حول عدم زيارته لبنان في طريق عودته الى روما اذ اكتفى قداسة البابا بتوجيه رسالة اكد من خلالها على ان وحدة واستقرار لبنان على رأس اولويات حاضرة الفاتيكان .

 

وجه قداسة البابا دعوة الى اصحاب الغبطة بطاركة بلاد الشام الى روما في  ١ تموز لعقد اجتماع وصلاة من اجل لبنان، وجاءت الدعوة بالتزامن مع وجود ٨٣ دولة في روما لحضور مؤتمر التحالف الدولي ضد داعش الذي بدأ في ٢٨ حزيران وبالتزامن مع الذكرى السابعة لإعلان دولة داعش في سوريا والعراق في ٢٩ حزيران  ٢٠١٤ بعد الانسحاب الاميركي من العراق وانطلاق استراتيجية الفوضى الخلاقة في مجتمعات بلاد الشام .

 

خاطب قداسة البابا من روما كل دول العالم والمنطقة المجتمعين في روما ودعاهم الى مساعدة لبنان وهذا ما اكد عليه اجتماع وزراء خارجية اميركا وفرنسا والسعودية في روما على هامش اجتماع وزراء خارجية قمة العشرين الاقتصادية التي ترأس السعودية دورتها الحالية وتستضيفها إيطاليا هذا العام، وبذلك يكون قداسة البابا قد احسن اختيار توقيت دعوة البطاركة الى روما في الاول من تموز  ليكون اجتماعهم في روما بمثابة مؤتمر دولي من اجل لبنان .

 

رسالة البابا (الوثيقة)كانت بمثابة خارطة طريق لخلاص لبنان، حيث خاطب المسؤولين اللبنانيين واسقط عنهم صفة المسؤولية مع تحميلهم مسؤولية ما آلت اليه اوضاع الناس من جوع وفقر واذلال، وخاطب قداسة البابا دول المنطقة والعالم مباشرة ليحذرهم من مخاطر التمادي في العبث الاقليمي والدولي بالامن المجتمعي والمعيشي اللبناني وعن مخاطر تداعيات النزاع في سوريا على لبنان والذي تحدث عنه بوضوح وزير خارجية اميركا وعن اهمية تأمين وصول المساعدات في المؤتمر الصحفي الختامي لمؤتمر التحالف الدولي مع وزير خارجية إيطاليا.

 

استحضر قداسة البابا في رسالته الوثيقة عبارة جبران خليل جبران ( لا يبلغ المرء الفجر الا من خلال الليل)، معتبرا ان الايام السوداء التي يعيشها اللبنانيون سيتم تجاوزها وسيبلغون فجرهم الجديد، وخاطب الشباب اللبناني بما هم الامل والثروة البشرية والمرأة اللبنانية بما هي حاضنة القيم الوطنية والانسانية الجامعة، وطالب اللبنانيين في المغتربات الاهتمام بوطنهم الأم لبنان، تلك الاجيال المهاجرة والمتعاقبة التي اختارت الهجرة والرحيل من ليالي لبنان السوداء لبلوغ الفجر الجديد في بلاد الاغتراب والانتشار منذ اكثر من مئة عام ولا تزال .

 

بدأ قداسة البابا اعداد الرسالة الوثيقة من زيارة  بغداد حيث انطلق العبث الدولي والاقليمي باستقرار مجتمعات بلاد الشام، ووجه دعوته الى اصحاب الغبطة البطاركة الى روما في الاول من تموز للاجتماع والصلاة من اجل لبنان بالتزامن مع انعقاد مؤتمر التحالف الدولي ضد داعش في سوريا والعراق في روما وبالتزامن مع اجتماع وزراء خارجية قمة العشرين الاقتصادية في روما وليشارك البطاركة قداسته في توجيه الرسالة الوثيقة الى دول المنطقة والعالم من اجل مساعدة لبنان وتحرير القيم الروحية السامية من الاستخدامات السياسية الذاتية الصغيرة واراد بابا روما من روما أن يكون  ١ تموز يوم خلاص لبنان وبلاد الشام.