IMLebanon

روما تجدِّد الثقة بجيش لبنان

 

يشكل انعقاد مؤتمر روما لدعم الجيش والقوى الأمنية في هذه المرحلة الحرجة في المنطقة حيث النيران السورية لا تزال مشتعلة من جهة والتهديدات الإسرائيلية تلوح بعدوان جديد من جهة اخرى فرصة مهمة للبنان ليعود الى المجتمع الدولي داخلا من أبواب الشرعية العريضة ويخرج من مظلة الدول المارقة و الداعمة للارهاب ، حيث كان الجيش وسيبقى الضمانة الوحيدة لحماية الاستقرار وتحييده عن النيران المحيطة به!

لقد أعلن المجتمع الدولي مرارا و تكرارا وقوفه الى جانب لبنان ودعم أمنه داعيا الدولة الى الالتزام بسياسة النأي بالنفس حتى لا تفتح أبواب جهنم على الوطن الصغير، الا ان وجود سلاح غير سلاح الدولة نقل القرار الى مكان آخر، فباتت الدولة ومؤسساتها في مركز المتفرج فيما يمسك حزب الله زمام المبادرات على الساحة الإقليمية ويضعها في موقع المواجهة مع الاشقاء العرب من جهة مع كل ما يحمل ذلك من ارتدادات سلبية على استقرار لبنان الأمني والاقتصادي ويضعه في موقع المساءلة الدولية من جهة اخرى حول المبررات الرسمية لوجود السلاح خارج الشرعية …

الْيَوْمَ تأتي جرعة الدعم الكبيرة  للجيش  بعد طول حرمان من فرص تطوير القدرات الدفاعية للمؤسسة العسكرية ، حيث اثبتت التجارب أنه لا بديل عنها كضمانة لأمن الوطن ووحدة العيش المشترك، خاصة ان المؤسسات العسكرية جميعها أظهرت  جهوزية عالية وقدرة لا يستهان بها في مواجهة الاٍرهاب إن كان عبر اجهزة المعلومات والمخابرات التي كشفت اكثر من خلية ارهابية وأحبطت اكثر من مؤامرة جهنمية كانت تستهدف الأبرياء في محاولة مستميتة لزج لبنان من جديد في أتون الحروب الأهلية المدمرة، او في ساحات المعارك بدءا من مخيم نهر البارد وصولا الى دحر الدواعش في معركة فجر الجرود عند المناطق الحدودية السورية…

ان اغتنام هذه الفرصة للنهوض بالجيش و تأمين الدعم اللازم بات مسؤولية الدولة عامة وسيد العهد خاصة، هو ابن هذه المؤسسة والأدرى بحاجاتها ومعاناتها،حيث يقع تحدي اعادة بناء الدولة ومؤسساتها وانقاذها من براثن الفساد والتخلف يقع على عاتقه ، فهل ينجح بإعادة احياء طاولة الحوار التي أطلقت في عهد الرئيس ميشال سليمان ثم تعطلت عندما طال النقاش الاستراتيجية الدفاعية بشكل جدي، خاصة ان الرئيس عون اطلق سلسلة مواقف عشية مؤتمر روما واعدا بالعودة الى طاولة الحوار لمناقشة هذا الملف تحديدا بعد الانتخابات النيابية المقبلة.

يبقى الرهان الأكبر على قدرة الدولة اللبنانية وعلى رأسها القائد الأعلى  للقوات المسلحة بالإيفاء بوعودها وعدم الاكتفاء باستخدام هذا العنوان الكبير الذي يعول عليه الكثير من اللبنانيين لتستعيد القوى الشرعية  زمام المبادرة داخليا واقليميا وليس فقط كعنوان ترويجي عشية الانتخابات او ستارة لتغطية بعض المناورات السياسية تجاه المجتمع الدولي… فهل نقطف ما سيزرعه مؤتمر روما ام ان اهدار الفرص  بات فناً تتقنه الطبقة السياسية اللبنانية ولا نية حالية للتخلي عنه؟!