Site icon IMLebanon

ليلة زفاف ابنة رستم غزالي

 

هل كان باستطاعة غازي كنعان، أو رستم غزالي، أن يحكمنا بالكرباج العثماني لو لم يكن ساستنا الأحصنة الخشبية، المشرعة ظهورها لكل أشكال السلاطين، ولكل أشكال الطرابيش؟

 

ليلة السيادة، وأهل السيادة، ليلة زفاف ابنة الرجل.

 

بدا قصر أبو عبده في قرية «خربة غزال» وكأنه قصر هشام بن عبد الملك في الرصافة، أو قصر هارون الرشيد في الرقة…

 

مئات الشخصيات اللبنانية السياسية، والعسكرية، والأمنية، والكثيرون منهم من «حزب السيادة» بحلتها الراهنة، قصدوا القصر محملين بالهدايا، أكانت الحلى، أم السيارات الفارهة، أم أواني الكريستال الفاخرة.

 

هؤلاء الذين كانوا يتوسلون الابتسامة، أو المصافحة، من ضابط غبي، وضحل، ومتعجرف، الكثيرون منهم وضعوا ظهورهم بتصرف آرييل شارون وغازي ايزنكوت، والكثيرون منهم اختالت كوندوليزا رايس وايفانكا ترامب، بالكعب العالي، على قاماتهم الفاخرة!

 

ثم يحدثوننا عن السيادة، وعن انتهاك السيادة لأن صهاريج المازوت الى المستشفيات، والى دور الأيتام، والى مولدات الكهرباء، دخلت الى أرضنا دون القاء التحية على مركز الجمارك في القاع. وهل مرت دبابات الميركافا على مركز الجمارك في رأس الناقورة حين عبرت حدودنا قبل أن تستقر في باحة القصر الجمهوري؟

 

منذ عام 1969 وتوقيع اتفاق القاهرة مع ياسر عرفات، سقط كلياً مفهوم السيادة للدولة اللبنانية. حتى الآن، هل يستطيع أي دركي، أو أي بوسطجي، الدخول الى أي من مخيمات اللاجئين التي، في اعتقادنا، تقع على أرض لبنان لا على سطح المريخ؟

 

هذه الظاهرة التي لا نجد مثيلاً لها في العالم، ألا تستحق أي اشارة من هذا وذاك الى انتهاك السيادة (وقد تحول الى حالة أبدية)، ما دمنا نعلم من هم عرابو هذا الوضع الشاذ، ومن وضعوا السيناريوات الجهنمية لاستخدام بعض الفصائل في تفجير الساحة اللبنانية؟

 

هؤلاء الفلسطينيون الذين يعيشون في ظروف ما دون البشرية، مثلنا ضحايا شهرزاد، وساقي شهرزاد . برنارد لويس، منظّر المحافظين الجدد في أميركا،  قال «ان اصحاب العربات المطهمة يضعون رؤوسهم على أكتاف الأميرالات، كما لو أنهم يضعونهاعلى كتفي شهرزاد»…

 

كم يثيرون سخرية العالم حين يتحدثون عن السيادة، وعن انتهاك السيادة، كما لو أن سفراء الوصاية (بل سفراء الوصايات) بالديوانيات الباذخة، وبالقهوة المرّة، ليسوا قناصل القرن التاسع عشر.

 

ملف النفط والغاز بيدنا أم بيد  جماعة فريدريك هوف الذي أبلغ من يعنيهم الأمر بأن التداخل الجيولوجي بين لبنان و»اسرائيل» يفترض التداخل (والتفاعل) الاستراتيجي بين البلدين والا ستبقون تدورون، هكذا، في الحلقة الفارغة؟ «الاسرائيليون» يمدون شبكات الأنابيب، ويعقدون اتفاقات التسويق، ونحن في خلاف على تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة.

 

والحال هذه، لا ندري كيف نفاوض صندوق النقد الدولي باعتباره خشبة الخلاص اذا لم ندخل الى ردهة المفاوضات بأرقام موحدة، وبتنسيق اوركسترالي بين الآراء والرؤى، لا أن نكرر التجربة السابقة، وحيث كان الارتجاج السياسي في ذروته. أحد خبراء صندوق النقد الدولي قال لنا «حتى نحن كدنا نضيع بين أرقامهم الضائعة».

 

اللافت أن تقول باريس ان لبنان ضرورة وجودية، وضرورة حضارية، في الشرق الأوسط، وأن ترى في مرفأ بيروت «احدى بوابات الشرق الكبرى» (ولن يؤثر فيه قطعاً مرفأ حيفا)، ولا يرى ساستنا، أو أغلبهم، في لبنان سوى المغارة أو الغابة.

 

رهاننا على تحولات ما فرضتها الحالة الأفغانية . آية الله خامنئي الذي منع حسن روحاني من استيراد أي لقاح للكورونا من صنع أميركا وبريطانيا، أجاز لابراهيم رئيسي  الحصول على مليوني جرعة فايزر من بلجيكا، وحيث يوجد مصنع للشركة الأميركية.

 

ماذا يعني ذلك اذا ما علمنا أن مفاوضات فيينا ستستأنف في غضون أسابيع؟ باريس تقول بداية النهاية لأزمتكم الكبرى تبدأ من هناك. ثمة ضوء خافت في نهاية النفق.

 

ما لكم وحديث السيادة. اتركوا ذلك لسبع ومخول ونصري…