تساءل احد الاوساط السياسية التابعة لفريق المستقبل، عن الدور الذي يلعبه حاليا جنرال الرابية حيال كل الملفات اللبنانية، السياسية منها والامنية، وكأن هذا الدور هو دور تعطيلي لا تفعيلي لهذه المؤسسات السياسية والامنية خاصة عندما يربط عون تفعيل عمل الحكومة المشلولة والمعطلة بترقية العميد شامل روكز ا لى رتبة لواء مقابل تعيين العميد عماد عثمان او العميد سمير شحادة وهما المحسوبين على تيار المستقبل لمنصب مدير عام قوى الامن الداخلي. مع العلم ان هذه الصفقة العونية – المستقبلية ان دلت على شيء فهي تدل على ان هناك مساسا بعمل المؤسسة العسكرية التي لم يبق للبنان غيرها بعد تعطيل وشلل كل المؤسسات بسبب التباينات السياسية بين الافرقاء الذين نراهم صباحا مختلفين وعند العشية متقاربين على حساب الوطن والمواطن.
وتتابع اوساط المستقبل، لو ان كل ترقية داخل المؤسسة العسكرية ستجري حسب المعيار العوني وليس حسب الاقدمية او التراتبية او الكفاءة، فان هذا الامر سيدفع لبقيّة السياسيين العبث والتدخل بشؤون هذه المؤسسة، مما سيشكل سابقة خطيرة وقد يدفع ايضا بالعديد من الضباط لايجاد مظلة سياسية لهم حتى ينطبق عليهم هذا المعيار العوني الجديد والخطير. وهذا ما يتنافى كليا مع معايير هذه المؤسسة التي يعلم الجميع انها كانت دائما بعيدة عن كل التجاذبات السياسية او الصفقات المحلية على حساب سمعتها وسمعة ضباطها واداءها المشرف، اذ سيتحول كل عميد في هذه المؤسسة الى شامل روكز جديد يلجاء لحزبه او تياره لحصوله على رتبة لواء، وهذه ايضا سـابقة خطيرة منذ زمن الاستقلال في عام 1943 .
لكن، كما تتابع الاوساط في تيار المستقبل، فان عون بهذا التصرف الخطير قد يكون دق اخر مسمار في اخر مؤسسة لبنانية هي لجميع طوائفه ومذاهبه وابناءه، وهي بعيدة كل البعد عن ما يتعلق بالسياسة منذ ان تمّ انشاؤها. لكن، الاخطر من ذلك بان عون يهدد باللجؤ الى الشارع في حال لم تلبى مطالبه فيما يتعلق بروكز. علما بان هناك اكثر من عميد احيلوا الى التقاعد وعلى سبيل المثال هناك العميد جورج نادر وعيّن ملحقا عسكريا في باريس وكان من اجرأ الضباط واكفأهم، كذلك في نفس الصفات كان قد سبقه مدير المخابرات السابق جورج خوري الذي عيّن سفيرا في الفاتيكان ولم يجدد او يمدد له. فاذا كان جنرال الرابية يريد منصبا لروكز تضيف الاوساط نفسها، فليتم على اساس تعيينه في الخارج اسوة بهؤلاء وعدم المس بهيبة المؤسسة العسكرية وتهديدها باللجؤ الى الشارع . لان هذا يعتبر من المنزلاقات الخطيرة والخطيرة جدا وبالاخص في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي يمر بها لبنان بسبب عدم وجود رئيس للجمهورية، اضافة الى مجلس نيابي معطل وحكومة مشلولة ومؤسسات غائبة عن السمع.
وتختم الاوساط في تيار المستقبل، متسائلة، لماذا هذا الاصرار العوني بالذات وفي هذه المرحلة التي يدركها عون شخصيا كما يدركها من معه، كما يدركها جميع اللبنانيين الذين بدأوا يتلمسون ان التعطيل في المؤسسات يأتي ممن هم في المؤسسات انفسهم وليس من اطراف لا تتفق معهم في الرأي او المصلحة. مما يشير ايضا الى ان الحياة السياسية التي كانت في خطر هي بمراحل اكثر خطورة في لبنان حاليا بسبب تعند اهل السياسة الذين يدّعون الحل والربط. واذا كانت الحلول على هذه الشاكلة، فألف رحمة على لبنان والسلام على اللبنانيين.