IMLebanon

روكز ودّع مغاويره قبل ساعات من انتهاء خدماته

بعيدا عن اجواء الصخب السياسي التي رافقت ازمة التعيينات العسكرية والامنية ، وما تشعب عنها من ملفات ترقيات وتمديد خدمات، غادر قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز قيادة الفوج الذي تسلمه بعيد معارك نهر البارد بصمت ودون ضجة ، قبل ساعات من انتهاء خدمته الفعلية ،بسبب العطلة الرسمية في ذكرى رأس السنة الهجرية، مفضلا عدم حصول حفل تسليم وتسلم مع خلفه العقيد الركن مارون القبياتي، ليفتح صفحة جديدة في حياته ينصرف خلالها الى العمل المدني، متكئا على ما حصله من خبرته العسكرية ومن دراسته في مجال العلوم السياسة حيث حاز على شهادة في الدراسات العليا من الجامعة اللبنانية.

غير ان الخروج الهادئ من ثكنة رومية ، ستقابله حركة شعبية من مؤيدي ومحبي العميد المغوار الذين قرروا ان لا يمرروا المناسبة من دون بصمة تطبعها بحيث تداعوا عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الى وقفة شكر ووفاء لمسيرته العسكرية ولتضحياته الوطنية في السادسة من مساء الخميس في ساحة الشهداء، حيث يتوقع ان تكون للعميد روكز كلمة مقتضبة يضمّنها موقفه مما يجري بعدما التزم الصمت المطبق طوال فترة الازمة، التزاما بقوانين الجيش وانظمته، يستتبع ذلك استقبالات شعبية في عدة محطات على الطريق الى تنورين، حيث سيقيم له اهالي بلدته احتفالا تكريميا ،اهمها محطة اساسية في جبيل.

مصادر مقربة من العميد شامل روكز اشارت الى ان الاخير قرر ان لا يتكلم عن الفترة الماضية ، اقله في الوقت الحاضر، حيث سيغيب عن الساحة لمدة اسابيع في زيارة عائلية خاصة الى مدينة بوسطن في الولايات المتحدة الاميركية ، قبل ان يباشر مع العام الجديد انطلاقة جديدة في حياته عنوانها التفرغ للشأن العام وانشاء مؤسسة للدراسات والابحاث الاستراتيجية، وهي فكرة راودته خلال فترة عمله في السلك العسكري حيث اكتسب خبرة واسعة في مجال الاستراتيجية العسكرية تتيح له الاشراف على مركز للدراسات والابحاث في هذا المضمار، بعيدا عن الاصطفافات السياسية والاحزاب،مفضلا عدم ممارسة اي نشاط داخل التيار الوطني الحر، هو الذي بقي بعيدا منه في العلن كما في الخفاء على رغم مصاهرته لرئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ولن يؤسس حزبا او يعمل في الحقل السياسي كما تردد، أقله في الفترة الاولى.

وفي معرض استعراضها لاحداث المرحلة السابقة اكدت المصادر ان العميد روكز رفض كل المقترحات التي عرضت عليه لجهة تمديد خدماته او استدعائه من الاحتياط رافضا تمييزه عن رفاقه باي طريقة قد تمس بمعنويات الجيش، جازمة بانه لو أصدر وزير الدفاع سمير مقبل قرارا بتأجيل تسريحه فإنه كان سيرفض الالتزام به ويقدم استقالته لأنه يعتبره غير قانوني، فهو «لم يساوم ولم يناور طوال حياته العسكرية» ، كاشفة انه فكر كثيرا في الاستقالة من المؤسسة العسكرية بناء لنصائح عديدة قدمت له من بعض المقربين تسجيلا لموقف معنوي مبدئي ردا على التطاول والاجحاف الذي لحق به وتصويره كساع لابرام صفقات او تسويات ،الا انه عاد عن قراره هذا مفضلا البقاء في موقعه حتى اللحظة الاخيرة من انتهاء سنوات خدمته معتمدا سياسة الصمت، خاتمة بان العلاقة بين العميد وقائد الجيش العماد جان قهوجي ممتازة يسودها الود والاحترام ، مشيرة الى انه سيزوره في مكتبه لوداعه حيث سيتسلم منه درع الجيش كعربون شكر عن خدماته في الجيش وما قدمه طوال تلك السنوات.

من جهتها اعتبرت اوساط التيار الوطني الحر ان ابواب الحزب مفتوحة امام العميد روكز، الا ان القرار في النهاية يعود له ، فهو يتمتع بشعبية كبيرة في اوساط التيار وله جمهور عريض على كامل الاراضي اللبنانية، مشيرة الى ان العماد عون تخطى مرحلة الترقيات والتمديدات، معتبرة أن تيار المستقبل الذي نادى بتسوية شاملة لإعادة تفعيل العمل الحكومي، بقي يدور حول بند الترقيات الامنية من دون المساعدة على الاتفاق عليه، الامر الذي اسقط كل التسويات ما اقفله بشكل نهائي، ومن هذا المنطلق، ما كان يؤخذ على عون بأنه تبنى صهره ليعيّن قائداً الجيش، أصبح من الماضي، فروكز سيعود الى منزله في 15 الجاري، «وهنا نحن نتحدى هذه السلطة، الممثلة تحديداً بشخص رئيس الحكومة تمام سلام ومَن معه ومَن ورائه في لبنان والخارج، تعيين قائد جديد للجيش على أساس تصحيح المخالفة القانونية التي ارتكبت بالتمديد للعماد جان قهوجي»، كاشفة عن أن عون لم يحرق كل اوراقه في خطابه يوم الاحد كما توقع الجميع بل فضل تقسيمها على دفعات، مشيرة الى ان ازمة الرابية الحقيقية مع بقية الفرقاء هي ازمة ثقة ، إذ ان «الجنرال» لم يعد يثق بأي فريق خصم له لأن شبع وعودا وعهودا لم يتحقق منها أي شيء، معتبرا ان الحوار الوطني هو فرصة للجميع بالرغم من عدم وجود نية لدى بعض الفرقاء بالوصول به الى نتيجة، بل يعملون على اطالة امد الازمة بإنتظار شيء ما خارجي.