IMLebanon

رومية ورحيل الدوري

يوم أمني بامتياز.

شغب في سجن رومية.

انهيار دويلة المطلوبين للعدالة.

ساعة عبر زوّار الجمعة.

وأحياناً خلال تفقّد الموقوفين.

هذا، في لبنان.

أما في الخارج، فقد برزت أخبار رحيل القائد في حزب البعث عزّت الدوري، بعد صراع طويل مع المرض.

كان عزّت الدوري الرجل الثاني، في قيادة حزب البعث بعد صدام حسين.

ومثّل أدواراً أساسيّة بعد اعتقال صدام ومحاكمته وتنفيذ حكم الاعدام به.

اختفى كل أثر للسيد عزّت ابراهيم الدوري، الى ان بدأت تظهر تباعاً أخبار غامضة عنه، أبرزها ضلوعه في الأحداث الأمنية المعادية للأميركان في العراق.

وثمة من أوحى بأن عزت الدوري، يقف وراء القوى المناهضة للسلطة العراقية.

ويدعم العناصر التكفيرية والداعشية في وجه القوى المؤيدة للسلطة.

إلاّ أنه تضاءلت أخباره، في الحقبة الأخيرة، ويقال ان أوضاعه الصحيّة قد ساءت وتأخّرت.

وعزّت الدوري أو الرجل الأشقر في القيادة العراقية، برز بصورة أساسية، بعد رحيل الرئيس العراقي أحمد حسن البكر، وهيمنة صدام حسين على العراق.

دأب عزّت الدوري على تفقّد العراقيين في أقاصي الشمال والشرق والغرب، وكان رجل المواقف المناهضة للأميركان.

وعندما أقدم الأميركيون على حلّ الجيش العراقي، عمل عزّت الدوري على تجميع فلوله، لمحاربة الأميركان وأعوانهم، وكان نجم الحركات المكافحة للاعتدال.

وكذلك، فقد إلتصق اسمه دائماً بحركة داعش حتى قيل انها خرجت على الطاعة له.

***

الأنباء الواردة من سجن رومية تنبئ بوجود سلطة تسعى الى كفء العسكريين، عن محاربة القانون.

وقد واجه الاسلاميون من سجن رومية، ومن السجون الأخرى، سلطة مصممة على تنفيذ القانون.

وفي الحقبة الأخيرة، تحققت في رومية نقلة نوعية لاقامة دولة القانون في وقت عجزت فيه الدولة، عن إحكام سيطرتها كاملة على المناطق المجاورة لمواقع الارهاب.

إلاّ أنّ الحركة الجديدة حصلت، والبلاد، تعيش أياماً دقيقة، تفصل بين السجناء والمخطوفين من القوى الأمنية في جرود عرسال.

رحل رجال القانون، الى حيث ينبغي لهم ان يفرضوا سلطتهم وسلطانهم.

لكن، ثمة إجماعاً لبنانياً على تطبيق القانون، وتنفيذه على كل متسلّط، أو خارج على القانون.

إلاّ أن السؤال المطروح، يتناول الأسباب التي تحول حتى الآن، دون تنفيذ القانون على عصاة القانون.

من عزّت الدوري في العراق، الى امارات الخارجين على القانون في طرابلس.

الى العصاة على القانون، في الشمال والجنوب، وفي صيدا وطرابلس، وصولا الى رومية، تبقى ارادة السلطة هي الأقوى.

ولا أحد يرتاح، قبل أن يرتاح البلد من العابثين بالقانون.