تذهب بلدة رومية الى معركة انتخابية، يبدو فيها رئيس البلدية الحالي منذ 18 عاما، لويس ابو حبيب، متأكدا من نجاح لائحته بكامل اعضائها ليحصد مجلسا بلديا مؤلفا من 12 عضوا، وذلك استنادا الى ثقته بأهالي بلدته. فـ«تاريخنا في العمل البلدي وخبرتنا وعلاقتنا مع ابناء رومية التي بنيناها على مدى ثمانية عشر عاما تبقى المرجعية الاهم». وفي المقلب الآخر، شكل عادل ابو حبيب لائحته المكتملة. ويكاد تأثير الاحزاب شبه معدوم وسط الشرخ الذي فرضته العائلات على القواعد الشعبية الحزبية، اذ تتضمن اللائحتان محازبين للتيار الوطني الحر وحزبي القوات والكتائب.
في الدورة الماضية، فازت لائحة لويس ابو حبيب بالتزكية، على غرار الانتخابات البلدية عام 1998، التي ربحتها لائحة لويس بالكامل اثر اجماع العائلات عليه.
ويقر لويس ابو حبيب بأهمية المعركة في هذه الدورة، الا انه يؤكد ارتياحه لجهة النتائج، مستندا الى «تاريخنا في العمل البلدي وخبرتنا وعلاقتنا مع ابناء رومية«، ومتكلا كذلك على «الارقام القياسية التي كانت تحققها لائحته في كل الانتخابات الماضية«.
يشكل العنصر الشبابي من متخصصين في كل المجالات وجامعيين، العمود الفقري للائحة. اغلب اعضائها جدد فهي تضم على سبيل المثال خمسة مهندسين من عدة اختصصات، اضافة الى تمثيل جميع العائلات من الطائفتين المارونية والروم الارثوذكس «مقابل مهندس واحد في اللائحة المواجهة عدا ان اغلب اعضائها هم من غير الجامعيين»، يقول لويس ابو حبيب، واضعا كل ما يصدر من كلام عن العمل البلدي في السنين الماضية في اطار «الدعاية الانتخابية«.
استطاعت رومية الاستغناء عن خدمات شركة «سوكلين» في جمع النفايات ولم تعان كبقية البلديات من الازمة، اذ تتم معالجة النفايات وفرزها من المصدر وانشاء معمل لتدوير الصلبة منها وبيعها لمستلزمات اخرى. اما النفايات العضوية فتم تحويلها الى اسمدة. وتحولت هذه التجربة الى اساس احتذت به العديد من البلديات المجاورة كبكفيا مثلا. وحرصا منها على الطابع العمراني الريفي المميز للبلدة، عمدت البلدية الى اصدار قانون يلزم اصحاب المباني بانشاء سقوف قرميد على سطح اي منشأ جديد وكذلك تنظيم الانشاءات العمرانية بتباعدها عن بعضها والالتزام بالمساحات الخضراء التي تفصل الواحدة عن الاخرى. اضافة الى الحفاظ على الاحراج الخضراء التي تكثر في البلدة، فضلا عن تجميل الشارع الرئيسي وذلك عبر انشاء ارصفة باطون على الطريقة الفرنسية. وايضا عملت البلدية طيلة الست سنوات الماضية على تجديد شبكة المجارير بأكملها، وكذلك التحضير لانشاء ملعب يرتاده اهل رومية وأرضا اخرى خصصت لاقامة مشروع يشمل مقرا للمجلس البلدي مع مركز للنشاطات الاجتماعية والثقافية وساحات عامة.
ويشدد رئيس البلدية على ان اسعار الشقق في رومية مقبولة نسبة لمحيطها مما يساعد الشباب على البقاء والتملك فيها، على عكس ما تروجه اللائحة المقابلة من ان اكثرية الشباب يهجرون بلدتهم، وعلى هذه القاعدة تبني حملتها الانتخابية. وفي هذا الاطار يؤكد لويس ابو حبيب ان «عدد الشباب الذين يسكنون خارج البلدة لا يتعدى الخمسة او ستة اشخاص وذلك لاسباب شخصية بحتة كالزواج ومكان العمل«.
اما من ناحية المشروع السكني الذي تطرح انشاءه اللائحة المنافسة على غرار المشروع الماروني في انطلياس مثلا، فيؤكد لويس انه «حكي اكثر من تطبيق»، مشددا على «عدم جدواه، فرومية تتميز بعدد سكانها القليل نسبيا وبالتالي فهي لن تكون بحاجة لهكذا مشاريع عمرانية ضخمة، وان اتتنا اي شكوى عن مواجهة بعض الشباب لصعوبات مادية تحول دون شرائهم بيوتا، فعندها نلجأ للمتمولين في البلدة وهم كثر ونعمل على دراسة مشروع يناسب فقط المتطلبات اللازمة ولا يذهب ما بني هدرا«.
لويس ابو حبيب المتأكد من نجاح لائحته بكامل اعضائها، يختم بالتشديد على ثقته بأهالي بلدته التي اثبت تمايز العمل البلدي فيها على مر السنين جدوى الخيار الصائب لدى الناخبين الذين يشكلون مجموع 1400 صوت ويتوزعون على عائلات ابو حبيب وزينون وعازار والحاج وسلامة ونوفل.