ما هو متداول، هو عيب من عيوب السلطة.
وما نشر من فيلم جرى تسريبه.
أو من واقعة حصلت في سجن رومية.
أو في سجون أخرى.
فإن العيب ليس في نشرها.
ولا في الاشارة الى مصدرها.
أو الكشف عمن يكمن وراءها.
فان ذلك أكبر مجزرة يرتكبها أي نظام قمعي، أو تلجأ اليها أي سلطة، في أي وطن وبلد.
ذلك ان التعذيب ليس عيباً، بل هو أقصى ما يمكن أن يذهب اليه سلطان غاشم.
خصوصاً ان كشفه للناس، اساءة لا تقبل شفاعة، ولا اغفالا.
كان الرئيس شارل دباس يقول لأركان الانتداب الفرنسي، إن العدالة أرقى ما في الانسانية من معالم باهرة للأنظار.
وبعد انقضاء هذه المدة الطويلة على ملاحظات الرئيس اللبناني السابق، تعود قضية العدالة الانسانية، مع قضية التعذيب، لتشكل أساساً لحضارة الانسان.
***
ما حدث في سجن رومية، لا يمكن السكوت عنه.
لأنه اهانة بحق الانسان.
وما شاهده الناس، من تعذيب لمواطنين، أخطأوا، أو ارتكبوا أخطاء بحق الدولة، من العيوب التي يصعب التغاضي عنها، أو تجاهلها.
ولبنان يشكو الآن، من صراعات داخل الفريق الواحد، وبين الافرقاء المتناقضين سياسياً.
والصراع، مشروع بين أبناء الصف الواحد، تحت عنوان الخروج من المحن والأزمات.
وهو مشروع ايضا بين الخصوم والحلفاء.
وهذا ما يمكن تصنيفه بين الرأي والرأي الآخر.
صحيح ان هناك من ينصر فريقاً على آخر، داخل الفريق الواحد، لكن اللعبة السياسية تغيرت.
وأصبح لكل نصرة عدتها، ولكل داعش أنصاره.
بيد ان التنديد بالسلبيات ليس له حدود.
وما يقال الآن، بحق أهل السلطة، والاشارة الى وجود تباينات، هو عيب من عيوب السلطة الغافلة عن واجباتها الامنية والاجتماعية والسياسية.
***
الضرب على الاجساد مثل الضرب على الاخلاق.
وكلاهما من مخالب الفساد وعيوبه.
عيب على اي سلطة اهانة اي انسان، ولو كان يستحق الاساءة لقاء ما اساء الى الناس.
من واجب الدولة، ان تكون دولة بين الناس، ودولة لحماية الناس.
لكن، لا أحد يقبل ان تكون الدولة، دولة على الناس، وعلى المواطن، للظلم لا للعدالة!
وفضيحة سجن رومية، تبقى فضيحة الفضائح.