نجح طرفا الحوار السني – الشيعي، “تيار المستقبل” و”حزب الله” في ابقاء قرارات حوارهما المنطلق على مدى جلستين تستتبعان في جلسة ثالثة تعقد غدا، طي الكتمان وبعيدة من التسريب، “ضماناً لجدية التنفيذ ولابعاده عن أي تأثيرات خارجية”، على ما كشف مرجع سياسي بارز لـ”النهار”، مضيفاً أن قطار الامن انطلق ولا عودة عن القرار السياسي المتخذ على مستوى قيادتي التيار والحزب لتخفيف الاحتقان وحماية الاستقرار الداخلي.
بكثير من الثقة والاطمئنان، يتحدث المرجع عن مستوى الالتزام لدى “حزب الله” وحركة “امل” في الشأن الامني. ويقول ان مسألة الامن الوطني باتت منتهية، مستنداً الى النجاح الذي حققته الدولة في عملية سجن رومية، والذي يؤشر الى انه في وجود القرار السياسي، تصبح عمليات التنفيذ سهلة. وهذا ما يشجع المرجع على التفاؤل بتنفيذ الخطة الامنية في البقاع الشمالي، والتي يفترض أن تتضح معالمها في المرحلة المقبلة.
ليس في المعلومات المتوافرة موعد واضح لساعة الصفر. وهذا يعود الى التكتم الذي يلفّ العملية، لكن الاكيد أن القرار اتخذ على غرار ما حصل بالنسبة الى عملية سجن رومية والتي خضعت لعاملين عجّلا في موعد التنفيذ: الاول مرتبط مباشرة بتفجير جبل محسن، حيث توافرت للاجهزة الامنية معلومات تفيد بارتباط حاصل بين منفذي التفجير و”نزلاء” المبنى “د”، فضلا عن توافر معلومات عن عمليات يجري التحضير لها وتتطلب تحركا فوريا لتفادي حصولها.
اما العامل الثاني فيرتبط بالقرار السياسي المتخذ على مستوى قيادتي “حزب الله” و”المستقبل” بدعم استكمال الخطوات الامنية التي تعجز الدولة بمؤسساتها عن تطبيقها.
واذا كانت عملية سجن رومية تقدمت، فان الخطوة اللاحقة هي حكما تنفيذ الخطة الامنية بقاعاً، تنفيذا للقرارات المتخذة في جلسة الحوار تحت بند تخفيف الاحتقان.
ويؤكد المرجع السياسي أن الحزب وحركة “امل” التزما رفع الغطاء السياسي عن أي مخل بالامن على الساحة البقاعية تحديدا وفي المناطق اللبنانية بشكل عام. ولكن لأن مستوى الاحتقان بلغ ذروته في هذه المنطقة نتيجة عمليات الخطف والابتزاز والسرقات وجرائم القتل، كان لا بد من وضع حد لها في شكل حاسم لأنها تشكل صاعقا حقيقيا لأي انفجار مذهبي محتمل.
ويرفض المرجع أي ربط بين عملية السجن وخطة البقاع، نافياً منطق المقايضة الذي تردد صداه بعد انجاز رومية، مشيرا الى أن الامرين تم الاتفاق عليهما مسبقاً، اما مسألة توقيت التنفيذ، فقد تركت للأجهزة الامنية والعسكرية وفقاً لما ترتئيه مناسباً.
وعليه، تنعقد جلسة الحوار الثالثة غدا في عين التينة وسط أجواء مرتاحة، أولاً الى نجاح خطة رومية، وثانياً الى احتضان الشعبي والسياسي بعد تفجير جبل محسن، وهو ما يؤشر بحسب المرجع الى ان ثمة أكثر من رغبة او قرار لدى اللبنانيين بعدم الانزلاق الى مناخات تفجيرية.
ويعطي المرجع عنوانا وحيداً لجلسة الحوار – 3، هو استكمال البحث في الملف الامني وربما اعطاء اشارة الانطلاق لخطة البقاع.
لن يتجاوز الحوار السقف الامني، أقله في جلسة الغد التي تنعقد وسط أجواء اقليمية متشنجة على خلفية هبوط أسعار النفط. وبات واضحاً أن المسائل الاستراتيجية المختلف عليها ستبقى خارج نطاق البحث. هذا الامر أكده المرجع الذي كانت له يد في اعداد جدول اعمال طاولة الحوار، كاشفاً أن سلاح “حزب الله” وانخراط الحزب في سوريا، كما ملف المحكمة الخاصة بلبنان، ملفات تبقى خارج اطار البحث أو المقاربة على طاولة الحوار، وذلك بموافقة فريقي الحوار ورضاهما.