Site icon IMLebanon

روحاني رَوْحَنَنا بتصريحاته… وتواضعه!

من تحصيل الحاصل حضور الاستحقاق الرئاسي المعطَّل في لقاءات نيويورك. لكنّ المهمّ والمطلوب إقناع طهران بالإفراج عن هذا الاستحقاق، فيعود الروح إلى لبنان وترجع دورة الحياة الطبيعيّة إلى بيروت الضائعة.

لقد مرّت سنة ونصف سنة تقريباً على الفراغ الرئاسي الذي تعترف الأمم المتحدة، وواشنطن، وباريس، وموسكو، ونيودلهي، وجزر المالديف، بأن لإيران الدور الرئيسي، بل كل الدور، في “صنعه” والتمسّك به على رغم حصول طهران على الاتفاق النووي.

كثيرون من المسؤولين والسياسيّين، هنا وفي الخارج وحتى بالنسبة إلى البيت الأبيض، كانوا يتوقّعون أن تُسارع “إيران العظمى” إلى إطلاق سراح الرئاسة اللبنانيّة بعد نيْلها مطلوبها، واستعمالها تعطيل الدولة اللبنانيّة ورقة ضاغطة في اجتماعات خمسة زائد واحد…

حتى هذه اللحظة لا يزال كل شيء في لبنان على حاله. بل باتت “مشكلة زبالة” تهدّد الوضع والاستقرار واضرب واطرح…

ولم يتوقّف الأمر عند حدود الزبالة، ونزول بعض الفئات إلى الشوارع، ومحاولة افتعال صدامات مع قوى الأمن.

إلى هنا، إلى هذه النقطة، يبقى الحال مقبولاً لو لم يُفاجئنا الرئيس الإيراني حسن روحاني، ويُفاجئ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالقول والتأكيد إن الموضوع الرئاسي اللبناني ليس مستعجلاً. وثمّة تطوّرات تفرض تأجيله تكراراً إلى تشرين الثاني.

يمون الرئيس الإيراني. غالٍ وطلب رخيصاً. فليكُن تأجيل جديد، قد يجد له روحاني باباً لتأجيل آخر لغايات قد تكون أبعد من كل ما راوَدنا من أفكار وتحليلات وتعليلات في ما مضى من الأيام والأسابيع والأشهر.

وتمون إيران التي تلعب دور المفوّض السامي والمنتدب والوصيّ، من غير أن يُعلن ذلك رسميّاً. فالأعمال والتصرّفات كافية وافية لتحكي وتفسِّر وتشرح، ولا يبقى من حاجة إلى توضيح.

وليصطفل اللبنانيّون. وليبقوا على ما هُم عليه من تشرذم وانقسامات. وليبقَ البلد بلا رئيس للجمهوريّة، وتحت رحمة مفاجآت آخر تطوّرات أكوام الزبالة وإجراءات القيّمين عليها.

فالجماعة في طهران عندهم مواويل كثيرة، تتمدّد على ثلاثة أرباع مساحة المنطقة العربية ودولها وحروبها وأزماتها. والدول الكبرى وعالم الخارج الذي بدأ يتعثّر بمئة وثلاثين ألف مهاجر معظمهم من سوريا، وقليلهم من ليبيا، جميعهم كلّهم يكادون يغرقون في شبر مهجَّرين… فكيف لو كانوا مكان لبنان الذي يستضيف ما يرجّح البعض بلوغ عددهم المليوني مهجَّر سوري. وفي بلد مساحته لا تتجاوز عشرة آلاف وأربعمئة واثنين وخمسين كيلومتراً مربّعاً؟

إنما بيت القصيد يبقى في طهران، وفي “تواضع” كبار مسؤوليها خلال أحاديثهم مع رؤساء الدول العظمى في العالم.

كلام روحاني الصريح والمريح يضعنا أمام علامة استفهام لا تعجُّب.