IMLebanon

روي ضحية جديدة على درب آلام.. فوضى السلاح

قبل اربعة أيام على ارتكاب الجريمة وتحديدا في الثاني من حزيران، كتبت ماريانيلا قزح على صفحة الشاب روي حموش على «فايسبوك» تهنئه بعيد ميلاده الثالث والعشرين. ماريانيلا على الارجح كانت ستعاود كتابتها على صفحته يوم الجمعة في التاسع من حزيران لتهنىء روي من جديد في يوم تخرجه من جامعة الروح القدس الكسليك بشهادة هندسة مدنية. الا ان رصاص الجهل والاستقواء والبلطجة والسلاح المتفلت قلب الحكاية رأسا على عقب، وحوّل تغريدة صديقته من تهنئة الى تعزية «من يومين كنت عم إلك ينعاد عليك وهلق بدي إلك الله يرحمك». وقلب حياة والديه جوزيف وريما واخيه الذي يصغره بسنتين الى جحيم، واستطاع من جديد التغلب على الحياة وبسط سلطة وثقافة القتل.

يؤكد حبيب حموش قريب روي في حديثه الى «المستقبل» ان «القاتل تعمد القتل ليس الا»، مشيرا الى انه «من المستحيل ان يكون روي وصديقه جوني جريس نصار قد تعرضا للقاتل او من كان معه بأي اعتداء او استفزاز ما دفع المجرمين الى القتل». ولفت الى ان «الاخبار التي تصل الى الأهل عن الحادثة يمكن ان لا تكون دقيقة وكافية لتأكيدها في الاعلام حتى الآن»، مضيفا ان «العائلة المفجوعة بانتظار صدور التحقيق الرسمي في الجريمة التي لا تزال معالمها غامضة وخاصة من ناحية المعلومات عن المجرمين». اما في التفاصيل غير المؤكدة حتى الساعة، يروي حموش «ان ثلاثة شبان اصطدمت سيارتهم الBMW ذات الزجاج الداكن، بسيارة روي ورفيقه وهم في طريق عودتهم من عشاء اقيم لمناسبة عيد ميلاد روي. وعلى إثرها ترجل الشبان الثلاثة من السيارة وبدأوا بالصراخ والتهديد والشتم وضرب سيارة الضحية وصديقه»، مضيفا «ما كان من السائق صديق روي إلا ان سارع بالهرب. لكن المجرمين طاردوهم بالرصاص على اوتوستراد جونية، فعمد السائق الى الدخول في أحد شوارع منطقة جل الديب الى منطقة المسلخ في الكرنتينا. والظاهر ولسوء الحظ انه دخل في احد الشوارع الضيقة والمقفلة، ما مكن المجرمين من محاصرتهم داخلها». واكد حرموش ان المستهدف كان اولا صديق روي، اي السائق «حيث وضع المسلح المسدس برأسه الا ان الطلقة لم تصدر، بسبب نفاد الطلقات من المسدس خلال مطاردتهم للشابين، ما سمح لنصار ان يهرب فيما عاد مطلق النار الى حقن مسدسه واطلاق رصاصة في رأس روي ليرديه قتيلا على الفور».

وفور هروبه عمد نصار الى الاتصال بغرفة عمليات شرطة بيروت حيث حضرت دورية الى المكان لتجد حاموش مضرجا بدمائه. اما نصار فعاد وحضر في اليوم التالي الى فصيلة النهر للادلاء بافادته، حيث اكد فيها «انه لا يعرف هوية المسلحين ولم يعرف في حينها مصير صديقه روي».

لا يخفي حبيب حموش كما كل اللبنانيين، سخطهم من حالة الفلتان الامني المستشري في كل لبنان. بغضب يقول «الحق مش على الدولة ولا على العالم ولا الميليشيات، الحق على ريما وجوزيف اللي قرروا يبنوا عيلة ويربوا ولاد بهيدا البلد، الحق علينا كلنا انو قبلانين نعيش هون».

وفيما أهل روي في صدمة الحادث الذي أودى بحياة ابنهم على أبواب تخرجه، فإنهم طلبوا من النائب إبرهيم كنعان التحرك فوراً لمتابعة القضية. وقد اتصل كنعان بمدعي عام التمييز القاضي سمير حمود ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، وطلب من السلطة القضائية والاجهزة الامنية الاسراع والتشدد بالتحقيقات.

وغرد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل عبر «تويتر»، معلقا على مقتل الشاب روي وقال: «كل أسبوع فاجعة تطال خيرة شبابنا نتيجة السلاح والأمن المتفلتين، لا شيء يعوض خسارة روي حاموش. احتراما لذكراه إضبطوا الامن وحققوا العدالة».

وأصدر اقليم المتن الكتائبي بيانا‎ طالب فيه الاجهزة الامنية والقضائية «بكشف المجرمين وانزال اقصى العقوبات بحقهم، ليكونوا عبرة لسواهم».

وفيما تقام صلاة جنازة روي بعد ظهر اليوم، في كنيسة مار الياس للروم الارثوذكس في المنصورية، تتوالى ردود فعل اللبنانيين التي ما تكاد تخمد حتى تعود للاشتعال من جديد على مواقع التواصل الاجتماعي عقب كل جريمة. ووسط سيطرة الازمة الخليجية القطرية على الهواء الافتراضي برمته ودخول الاعمال الارهابية في ايران على خط الناشطين امس، عاد المغردون اللبنانيون الى «روتينهم» الاسبوعي المستنكر لتلقيهم الجريمة تلو الاخرى، مطالبين الدولة والقوى الامنية والجهات القضائية بالقيام بواجباتها اتجاه الشعب والمجتمع وسلامة الناس واحقاق العدالة. وبعدما بات موقعا «تويتر» و»فيسبوك» اشبه بورقة النعوة التي لا يمر اسبوع الا وتنتشر صور احدى ضحايا السلاح المتفلت على صفحاتها، طوى روي هرموش صفحة من كتابها الطويل بالامس، فانتشرت صوره بكثافة. وعلقت ربيكا ابي خليل سائلة «هيدا بلد او غابة؟».

اما ايلي فرحات فاستذكر بعض ضحايا «التسلبط» الميليشياوي المنتشر في المجتمع اللبناني بالقول «مبارح جورج الريف، إيف نوفل. اليوم روي حموش.. وللأسف ما عندي شك إنو بكرا رح يكون في غيرن! #جمهورية_الادغال». وبدوره اندريه سابيلا كتب «شريعة الغاب اه يا بلدنا R.I.P». ولاحظ شارلي عازار في تغريدته مفارقة الامن الاستنسابي الذي يطاول اللبنانيين قائلا «مطاردة من جونية انتهت بجريمة قتل عند مدخل سوق السمك في الكرنتينا وفارق المهندس روي الحياة.. شاطرين ترصدوا حركة السير فقط؟!! اذا بتركب بلاطة ببيتك ما بيبقى دركي الا وبدق بابك». فيما عبرت صديقة عائلة الضحية، سناء حموش بكلمات مؤثرة وكتبت على صفحتها «روي جوزف الحاموش يا ابن ريما وجوزف اصدقاء القلب واخوة الروح يا زينة شبابنا واحلاهم جميل انت ألم تبكر في الرحيل?? كيف تجرأت يد السوء على طهرك? المسيح قام».