قالت لنا مرجعية كبيرة: «دود الخل منّو وفيه». المشكلة هي عند المسيحيين. واستدركت: إننا لا نعفي الآخرين من المسؤولية، فقط نريد أن نوضح «طبيعة» علاقة المسيحيين بالآخرين. ونقصد: طبيعة علاقة القيادات المسيحية عموماً مع القيادات الإسلامية عموماً.
وأردفت هذه المرجعية بالقول: نعرف جيداً أن الرئيس نبيه بري قال: ليتفق المسيحيون في ما بينهم، وبالذات العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع في الشأن الرئاسي ونحن نتبنى ما يكون التوافق عليه، ونعرف كذلك، ولم ننسَ بعد، قول الرئيس سعد الحريري إنه مستعد أن «يمشي» بالجنرال إذا أقنع الحكيم بتأييده. ومضت المرجعية تقول: نحن نفهم ذلك ونعرفه عن ظاهر قلب وتوجهت إلينا بالقول: أتذكر أثر تلك التصريحات قولنا لك: هذا كلام سياسي وليس تعهداً وطنياً… ويومها أضفنا نقول لك: سجّل إنه فيما لو إفترضنا جدلاً أنّ عون وجعجع إتفقا على أحدهما رئيساً فلا نتوقع أن «يمشي»الاخرون. وقالت: لقد سقتُ ما تقدم لأخلص الى أنّ أحداً من الاخوة في الوطن لم يعد في وارد أن يقبل بالرئيس المسيحي، «القوي» وأخشى أن نصل الى يوم لا يعودون يقبلون بالرئيس المسيحي في المطلق. وتستذكر المرجعية ما نقله إليها أحدهم عن قيادات، وجاء فيه: نحن لم نقر إتفاق الطائف حتى يصل الى القصر الجمهوري الرئيس القوي. وتستدرك قائلة: نحن نتفهم هذا الموقف وإن كنّا لا نلتقي معه، بل إننا نعارضه بشدّة. ولكن ما لا نتفهمه هو الموقف المسيحي. ونظرت إلينا سائلة: هل تظن أنه عندما يكون المسيحيون «على قلب وربّ» (مثل سائر، يعني وحدة الموقف) فلا يستطيع أحد أن يفرض عليهم شيئاً؟!. والواقع ليس أنهم (أي المسيحيون) يفتقدون وحدة الموقف وحسب، بل أيضاً هم يغلِّبون المصالح الشخصية والأنانيات على مصلحة المجموعة وبالتالي على مصلحة الوطن. في أي حال هذا واقع مزمن لا مفر من الإقرار بأنه يرتّب نتائج سلبية وتداعيات مدمّرة أحياناً. ولكنه واقع قائم. ولا يُعتد بالقول: إنه أحد مظاهر الديموقراطية التي يتشبع بها المسيحيون… فهذا هراء. إنه دليل عجز عن الخروج من «الذاتية» والـ«أنا» الى «الجماعة» والـ«نحن». ولم تخفِ المرجعية قلقها من أن تؤدي الترشيحات الرئاسية المعروفة الى حرق الجميع، وبالذات «استنفاد الإثنين معاً» مهما كانت النية صادقة وصافية لدى مؤيدي هذا الترشيح ومؤيدي ذاك الترشيح. وتختم المرجعية: الحق على المسيحيين أولاً وآخراً، لأنهم يركضون وراء الخسّة الوهمية!