Site icon IMLebanon

تواصل روسي مع الفرنسيين والإيرانيين والسوريين لتسهيل الحلول في لبنان وسوريا 

 

تتوالى الإتصالات الدولية باتجاه لبنان، وتتركّز الجهود بشكل خاص من قبل الفرنسيين الذين كان لهم الدور الأساسي في تشكيل الحكومة من خلال التسوية التي أبرموها مع إيران، ولاحقاً، وفق معلومات مؤكدة، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ببعض الخطوات الآيلة لمساعدة لبنان لتقريب وجهات النظر مع دول الخليج، ومن ثم حضّ الدول المانحة لدعم لبنان، في حين أكد له على ضرورة إرسال مساعدات عاجلة للقطاعين التربوي والصحي كونهما أولوية ويعانيان بشكل رئيسي من خلال الأزمات المتراكمة في لبنان.

 

ولهذه الغاية أُبرمت منذ يومين بعض العقود مع مؤسّسات مانحة وضامنة لدعم القطاع التربوي من خلال تأمين مساعدات للمعلمين،الى توفير المحروقات للمدارس، وبدأت هذه المساعدات تصل تباعاً أكان من خلال إضافات على رواتب القطاع العام ومساعدات للنقل، في حين وصلت معدّات أساسية للقطاع الطبي، في وقت يُنقل عن مصادر مقرّبة من الإتصالات الجارية على خط باريس ـ بيروت، أن الملفات الأخرى وفي طليعتها وقف الإنهيار الإقتصادي عبر مؤتمر دولي يشكل رافداً لخلق فرص عمل ومساعدات واستقرار نقدي واقتصادي، يحتاج الى أجواء سياسية مؤاتية لهذا المؤتمر، ولكن وفق الظروف الراهنة ليس في الأفق أي مؤشرات تصب في هذا الإطار، وذلك ما يظهر من خلال تمسّك دول الخليج بمواقفها تجاه لبنان،إضافة إلى الخلافات الأميركية ـ الفرنسية حول الغواصات الأوسترالية، على الرغم من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن إلى العاصمة الفرنسية، ولكن حتى الآن ليس ثمة ما يوحي بأي حلحلة في هذا الإطار.

 

أما أين روسيا في ظل الحركة الديبلوماسية الدولية المتنامية تجاه لبنان وحيث كان لموسكو منذ حوالى العام دور بارز على خط الملف اللبناني؟ في هذا السياق، تؤكد المعلومات من المطلعين على الأجواء الروسية، بأن سلسلة عوامل وظروف اقتضت هذا الإنكفاء، بداية لأن موسكو، وعندما بردت المبادرة الفرنسية تجاه لبنان، وربطاً بغياب الولايات المتحدة الأميركية عن هذا الملف، فإنها لعبت في الوقت الضائع دوراً من خلال صداقاتها مع بعض القوىوالشخصيات اللبنانية، ودعمت حينها الرئيس سعد الحريري يوم كان رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة،وتواصلت مع معظم الأطراف بما لديها من تأثيرات لدعمه، ولكن بعد اعتذاره انتقل هذا الدعم إلى الرئيس ميقاتي وحكومته.

 

وثمة أجواء بأنه من غير المستبعد بأن يزور ميقاتي موسكو، إنما في هذه الفترة ثمة ظروف خاصة محيطة بالمسؤولين الروس من جائحة كورونا التي تجتاح تحديداً العاصمة الروسية، وصولا الى انتخابات مجلس «الدوما»، كذلك الإجازات الخاصة لبعض المسؤولين الروس، وفي طليعتهم نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، والذي سبق له أن زار باريس وعرض للملف اللبناني من كافة جوانبه، وثمة معلومات عن تواصل روسي مع الفرنسيين والإيرانيين والسوريين لتسهيل الحل في لبنان، وتركيزهم على استقرار لبنان وسوريا، وهذه الأمور هي من الأولويات بالنسبة لهم من خلال دورهم الفاعل على الأراضي السورية.

 

وأخيراً، فإن روسيا بدأت في الأيام الماضية استكشاف الأجواء اللبنانية، وتحديداً على صعيد الإنماء والإعمار وما يمكن أن تقوم به في هذه الغاية، ويتوقع أن يكون لها دور في إعادة بناء ودعم قطاعات كثيرة ومنها مرفأ بيروت، وقد يصار في وقت قريب إلى قيام وفد من معظم الشركات الروسية العملاقة بزيارة بيروت ودرس الأوضاع، وما يمكن أن تقدمه موسكو من مساهمة ودعم على غير مستوى وصعيد، وصولاً إلى مساندتها للطلاب اللبنانيين الذين يدرسون في جامعاتها آخذة في عين الإعتبار تدهور العملة الوطنية وصعوبة إرسال ذوي الطلاب المال لأبنائهم، وهذه المسألة يواكبها سفير لبنان في روسيا مع الجهات المعنية، وكذلك في بعض جمهوريات روسيا المستقلة.