Site icon IMLebanon

روسيا «VS» كورونا ومــا بينهما

تسير القيادة الروسية حتى الآن بخطوات واثقة في ما يتعلق بانتشار فيروس كورونا على أراضيها، رغم انّ عدة المواجهة التي اتخذتها معظم دول العالم من عزل ذاتِي والحد من حركة المواطنين تأتي متأخرة في معظم أقاليم البلاد.

يكثّف العاملون على خط مكافحة كورونا في روسيا إطلالتهم الاعلامية وهم يؤكدون قدرة القطاع الصحي في البلاد على استيعاب خطر تفشّي الفيروس من خلال خطة بدأ الاعداد لها منذ ظهوره في يوهان بعد عمليات تواصل حثيثة وتبادل خبرات مع الجسم الطبي في الصين، وهو ما سمح برسم معالم برنامج يحدد أساليب التعاطي مع هذه الظاهرة الخطرة على المستويات كافة.

 

على الرغم من عودة عشرات آلاف الروس من بلاد موبوءة، فإنّ التأخير في اتخاذ الإجراءات الوقائية العامة بات موضع سجال داخل المجتمع الروسي. فالمعارضة غير المتمثّلة في مجلس الدوما تعتبر انّ الكرملين يحاول تمديد عمر الازمة لتمرير التعديلات الدستورية التي تسمح بإعادة تنصيب فلاديمير بوتين على رأس الدولة الروسية من خلال استفتاء يجري الاعداد له في 22 نيسان المقبل. كما لم يسلم قرار مَد يد المساعدة لإيطاليا من الانتقادات، اذ انّ موسكو ارسلت عشرات الطائرات العسكرية محمّلة بمساعدات طبية وخبراء وأطباء لمساندة روما في إجراءاتها الصحية لوقف الفيروس القاتل، في حين انّ المواطنين الروس يقفون مكشوفي الوجه أمام كورونا بسبب عدم توفّر الكمامات في الصيدليات، وإذا ما توفرت فإنّ سعر الحزمة الواحدة المؤلفة من 100 قطعة وصل الى 5000 روبل اي ما يعادل 70 دولاراً، علماً انّ موسكو أرسلت اكثر من 5 ملايين كمامة ضمن المساعدات الطبية لإيطاليا. واليوم بعد كشف الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن تلقّي بلاده مساعدات من روسيا والصين، يسوّق الكسي نافالني، المحامي المعروف بمعارضته للنظام، انّ بوتين يدفع بالمساعدات للخارج في محاولة لتغيير نظرة الغرب تجاه إدارة الكرملين التي تخضع غالبيتها الى عقوبات أميركية وأوروبية.

 

امام هذه الانتقادات لم تعلّق دوائر القرار في موسكو على اتهامات المعارضة حتى الآن، ووفق مصادر الخارجية الروسية، فإنّ الكرملين يتعاطى مع جائحة كورونا ضمن إطار خطة مدروسة تلحظ الاجراءات الضرورية في ما يتعلق بتفشّي الفيروس، وذلك بإشراف وحدة الحرب الجرثومية في الجيش الروسي.

 

وتكشف المصادر انّ مجموعة خبراء من الصف الاول في هذه الوحدة تشارك حالياً بمكافحة كورونا في إيطاليا، وتحديداً في مقاطعة لومبارديا اكثر الأقاليم تأثّراً بالفيروس وذلك لسببين رئيسين، أولهما وقف زحف الفيروس في القارة العجوز ومساعدة روما على تخطي الازمة والتخفيف من وطأتها على المستوى الصحي. وثانيهما، تمتين خطة المواجهة في روسيا من خلال دراسة المعطيات ميدانياً في إيطاليا في حال انزلاق روسيا إلى مرحلة استفحال الوباء على أراضيها.

 

وتؤكد المصادر انّ الاجراءات التي يتم اتخاذها في البلاد تأتي في سياق مهني وعقلاني، وهو ما أتاح للسلطات المعنية كسب الوقت اللازم لتحديد الخطوات الضرورية لوقف انتشار عدوى فيروس كورونا بصورة سريعة على غرار ما يجري في دول أخرى.