أكّد رئيس «الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، أنس العبدة، في حوار مع «الجمهورية»، أنّ روسيا تُعطّل الحل السياسي في سوريا لأنّها تعتمد استراتيجية مع حلفائها منذ العام 2014 هي الهُدَن المحلية وليس اتفاقاً سياسياً شاملاً يؤدّي إلى انتقال سياسي»، مشدداً على أنّ «الوضع في حلب يتجه الى كارثة جديدة، وأنّ المعركة لا تزال غير متكافئة إلى حدّ بعيد».
سُئِل العبدة هل انتهى الحل السياسي في سوريا إلى غير رجعة بعد إعلان روسيا تأجيله إلى أجل غير مسمّى؟ فأجاب: «الإعلان الروسي لا يساعد بالتأكيد، فروسيا تفعل مجدداً الشيء نفسه أثناء «جنيف 2» عام 2014 الذي أدّى إلى فشل المفاوضات آنذاك»، موضحاً أنّ «السبب ببساطة يكمن في أنّ استراتيجية روسيا وحلفائها منذ العام 2014 هي الهُدَن المحلية وليس الاتفاق السياسي الشامل الذي يؤدّي إلى انتقال سياسي».
ولفت إلى أنّ «موسكو داعم أساسي لهذه الهدَن، وضبّاطها يشاركون في هذه المفاوضات مباشرةً، لذا فإنّ النظام وحلفاءه لا يكترثون كثيراً إذا توقّفت مفاوضات الحلّ لأنّهم لا يريدون الالتزام باستحقاقات العملية السياسية أساساً».
وتابع: «الحلّ السياسي يحتاج إلى معطيات وإلى طرفين لديهما الإرادة السياسية له»، مضيفاً أنّ «موسكو تعطّل الحلّ السياسي وهي أصبحت عقبة خطرة أمام الحلّ ومستقبل المنطقة والعالم».
الحل العسكري
وهل هذا يؤشّر إلى أنّ الحل العسكري هو الوحيد المتاح للنظام والمعارضة اللذين يتبادلان الهجمات العنيفة في مختلف المناطق السورية؟ أجاب العبدة: «النظام ما زال يعتمد الخيار العسكري خياراً استراتيجياً ووحيداً بدعم الروس والإيرانيين»، وأكد أنّ «هذا ما يشجّع النظام على الاستمرار في هذا النهج وسط غياب الإرادة الدولية المطلوبة للضغط نحو حلّ سياسي عادل وانتقال سياسي حقيقي».
وأضاف: «أمّا محلياً، فما يفعله النظام وداعموه يهدف إلى طمس معالم هذا الحل والهروب من استحقاقاته، وقتل مسار التفاوض بمزيد من الجرائم، وعلى رغم كُلّ ذلك فإنّ الثورة لن تتوقّف ولن يرضَخ السوريون لإجرام النظام وداعميه، هذا أمر محسوم». وأشار الى أنّ «الائتلاف» قد سعى للتأثير والضغط للوصول الى حلّ سياسي لمصلحة الشعب السوري وتوفير الدعم اللازم لذلك».
مساعدة فصائل المعارضة
وعن خطط المعارضة السياسية لمساعدة المعارضة المسلّحة في معاركها ضد النظام وتنظيم «داعش»، قال العبدة: «انّ الوضع العسكري معقّد جداً على مختلف الجبهات، فالفصائل الثورية تحارب على أكثر من جبهة وتواجه النظام وحلفاءه والميليشيات و»داعش». وأوضح أنّ «الجهود الحالية تتركّز على زيادة مستوى التنسيق بين فصائل «الجيش السوري الحُرّ» وضمان مزيد من الدعم لها».
ولفت إلى أنّه «مع انطلاق عملية «درع الفرات» بات التغيير في ظروف المعركة ضدّ «داعش» واضحاً، والفصائل التابعة للجيش الحُرّ حقّقت نجاحات استثنائية وأنجزت عملية متكاملة لإنهاء وجود التنظيم والقبض على عناصره أو طردهم من منطقة العمليات غرب الفرات. امّا دولياً، فإننا نوضح لجميع الأطراف أنّ الوقت لن يزيد الأوضاع إلّا تأزّماً، وأنّ الحلول لن تولد لوحدها».
حلب
وعن مصير حلب التي يضغط النظام لاستعادتها، أوضح العبدة أنّ «الوضع في حلب يتجه الى كارثة جديدة. هناك مئات الألوف من المدنيين تحت الحصار، والمعركة لا تزال غير متكافئة إلى حدّ بعيد».
الرقة
وفي ما يتعلق بمعركة الرقة وعواقب عدم مشاركة تركيا فيها، قال رئيس «الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» إنّ «أصل المشكلة الأساسية ليس في عدم مشاركة تركيا، بل مشاركة ميليشيات لا تلتزم بتطلعات الشعب السوري ولا تلتزم بأهداف ثورته، ومرتبطة بالنظام»، واعتبر أنّ «المشكلة أيضاً أنّ «التحالف الدولي» بقيادو واشنطن يرفض التنسيق مع الشعب السوري وقواه الثورية، ويفضّل العمل مع تشكيلات تخرج عن إجماع السوريين وتُحاول تشكيل كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة السوريين».