Site icon IMLebanon

روسيا لا ترغب بفتح جبهة جديدة مع تركيا

روسيا لا ترغب بفتح جبهة جديدة مع تركيا

مؤتمر الرياض: العين على «اعتدال النُصرة»

ردت روسيا على اسقاط طائرتها من قبل تركيا على الحدود مع سوريا، بصواريخ اعلامية فقط وبتهديدات اقتصادية لم تصرف على الأرض ولا يبدو بأنها سوف تصرف بحسب المعلومات.

ولعل الخيارات التي يمتلكها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمجابهة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، محدودة جدا، اذ أن بوتين يكتفي في هذه المرحلة باعادة تقييم دقيق للوضع ولما يمكن ان يفعله في الوقت الراهن، وهو يعمل مع أطراف اخرى مشاركة في الطلعات الجوية فوق سوريا بغية وضع آلية جديدة من شأنها أن تحدد قواعد الاستهداف.

ووفقا للمصادر المتابعة، فان موسكو التي لم ولن يرحب بها كمساهمة في العمليات العسكرية في سوريا لأنها تساند نظام بشار الأسد حصرا، تتردد في القيام بأي تصعيد عسكري مع أنقرة وذلك لقوة الأخيرة من جهة وللدعم الذي تتلقاه من حلف شمالي الأطلسي من جهة أخرى.

كما أن موسكو لن تغامر بفتح جبهة جديدة مختلفة عن الجبهة التي فتحتها من أجل دعم النظام ومحاربة المعارضة السورية المعتدلة تحت عنوان محاربة داعش، ومن المعلوم أن هنالك تقارير تؤكد أن خمسة وتسعين في المئة من استهدافات الطيران الروسي هو لمواقع وعناصر المعارضة المعتدلة وخمسة في المئة فقط لمواقع وعناصر داعش.

وتلفت المصادر الى أن تركيا قد نفذت ما كانت قد توعدت به قبل الانتخابات النيابية الاخيرة، في حال اخترقت روسيا أجوائها، علما بأنها لم ترد عسكريا في المرة الاولى على الانتهاكات الروسية لانشغالها في هذه الانتخابات.

وفيما يتعلق بالملف التجاري بين روسيا وتركيا، فان أي خربطة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين هو مضر للطرفين معا، أما فيما يتعلق بالموضوع السياحي، فان تركيا بامكانها تعويض الخسائر الناجمة عن غياب السياح الروس.

وفي خلاصة الأمر، لا يمكن الحديث عن تصعيد خطير في العلاقات الروسية التركية، لا سيما في هذه المرحلة التي يعمل فيها على حل سياسي سوري يمكن التوصل اليه في فيينا، ويتحدث البعض عن أن هذا الحل قد يكون شبيها باتفاق الطائف الذي توصل اليه اللبنانيون بعد خمسة عشر عاما من الحرب الأهلية.

وفي هذا الاطار، تتحضر الدول الرئيسة التي تدعم أطرافا في المعارضة السورية المعتدلة اي المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا وغيرها، للمؤتمر المزمع عقده في الرياض في الخامس عشر من الشهر المقبل بهدف توحيد المعارضة تمهيدا للجلوس على طاولة واحدة مع أطراف مقبولة من النظام السوري خلال المحادثات السياسية السورية المرتقبة مستقبلا.

وبحسب المعطيات، فان المدعوين الى المؤتمر هم من المعارضين السياسيين في الداخل والخارج بالاضافة الى قيادات من مختلف الفصائل العسكرية المعارضة المقاتلة على الأرض باستثناء داعش، وهنا يُعمل على اعادة كودرة عناصر من جبهة النصرة بعد الضمان بأنها تخلت عن فكر تنظيم القاعدة.

ومن المفترض أن يبحث في المؤتمر بأمور تنسيقية في مختلف الأراضي السورية وبضرورة أن يطبق الجميع استراتيجية واحدة مثل وقف اطلاق النار أو استعادة أراضي وما الى ذلك وفقا للظروف.