Site icon IMLebanon

كيف تتجنب روسيا قصف العسكريين؟

لا يمر يوم في بلدة عرسال دون سقوط قتيل او جريح، وكان اخيرهم وليس آخرهم السوري صالح العبد الذي وجد جثة محروقة على اطراف البلدة، اما السبب في ذلك وفق الاوساط المواكبة للمجريات فيعود الى التفلت بين المسلحين السوريين داخل التنظيمين التكفيريين «داعش» و«جبهة النصرة» حيث بدأت الذئاب تأكل بعضها بعضاً، بعدما شحت المؤونة على مختلف انواعها بفعل الحصار المحكم عليهم، «والفقر يولد النقار» كما يقول المثل الشعبي المعروف، فأجواء عرسال يسكنها الخوف ومعظم اهاليها باتوا يخشون على انفسهم من المسلحين السوريين المتموضعين في مخيمات البلدة وجرودها، وادركوا متأخرين ان انخراط بعض فاعلياتهم في الحروب السورية جر البلاء عليهم وفي طليعة هؤلاء مصطفى الحجيري المعروف بـ «ابو طاقية»، صاحب التاريخ الاسود في اصدار فتاوى القتل كما حصل يوم استشهاد المقدم بيار بشعلاني والمؤهل زهرمان اضافة الى التنكيل بالعسكريين الذين سقطوا بأيدي مسلحيه آنذاك.

وتضيف الاوساط ان «ابو طاقية» هو الامير الشرعي «للنصرة» وان ابو مالك التلي ليس سوى واجهة، والدليل على ذلك ان العسكريين المخطوفين منذ اكثر من عام كانوا في منزل «ابو طاقية» الذي تعهد يومذاك بحمايتهم وعلى قاعدة انهم ضيوفه، وكانت المحصلة نقلهم على ايدي مسلحيه الى الجرود العراسلية حيث لا يزال مصيرهم مجهولاً بعد اغلاق باب المفاوضات من قبل «النصرة» علماً ان الجهات المعنية بهذا الملف وافقت على طلبات التكفيريين وشروطهم، اما «داعش» فلم يفتح ثغرة ولو صغيرة للتفاوض معها حول المخطوفين لديها، علماًَ ان الوزير وائل ابو فاعور فتح خطاً مع نائب رئيس بلدية عرسال احمد الفليطي الذي تنطح للمفاوضات مع «داعش» دون ان يرشح اي شيء عن الامر سوى انه شوهد يتناول طعام الغداء مع تيمور جنبلاط وابو فاعور في احد مطاعم بيروت منذ مدة بعد تكليفه الشق الداعشي وفق المعلومات.

وتشير الاوساط الى ان توحيد القوة العسكرية بين «داعش» و«النصرة» والذي اشرف عليه 3 شرعيين من الرقة و«امّروا» على التكفيريين ابو محمد الشامي سرعان ما انهار لتبدأ موجة من التصفيات بين اهل البيت التكفيري حيث عناصر «النصرة» يتقاتلون في ما بينهم على الغنائم من المسروقات ولو ضئيلة وكذلك الامر في مجموعة «داعش»، فالخلافات بدأت تظهر للعيان وكرت سبحة التصفيات لاسباب نسائية ومادية، وبدأت الانقسامات في صفوف المجموعات حيث فتح معظم قيادات الصف الثاني على حسابهم، وبعدما انقطع الخيط بينهم وبين قياداتهم في سوريا، وباتوا في حل من مراجعتها، ولعل الاقتتال في لعبة الصراع على القيادة هو احد الاسباب البارزة لتوقف المفاوضات في ملف العسكريين المخطوفين وفي المعلومات الموثوق بها ان السفارة الروسية في بيروت طلبت من قيادة الجيش تزويدها بالاماكن المحتملة التي يحتجز فيها العسكريون لتتجنب الطائرات الروسية قصفها حفاظاً على حياتهم.

وتقول الاوساط انه وسط هذه الفوضى العارمة في صفوف المسلحين التكفيريين في جرود عرسال وداخلها بات يخشى على مصير العسكريين المخطوفين، وانه على المعنيين الاسراع في محاولة تحريرهم عبر قطر وتركيا اضافة الى ان الشتاء بات على الابواب حيث سيقطع «الجنرال ثلج» الطرقات في الجرود فيضاف سبب آخر في ابطاء عملية التفاوض، خصوصاً ان «داعش» و«النصرة» خرجا على «السمع والطاعة» لقيادتهما المركزية اثر توقف دفع رواتب عناصرهما الشهرية بعدما نجحت عاصفة السوخوي الروسية في تدمير معظم البنى التحتية للتنظيمين التكفيريين في سوريا، وقد استعاض التكفيريون عن ذلك بفرض الاتاوات على المتمولين في عرسال وعلى اصحاب مقالع الحجارة في الجرود، ومن يرفض الدفع سيكون مصيره الخطف لحين دفع الفدية او التصفية.

وتؤكد الاوساط ان الرعب بدأ يتحكم بالعراسلة كون «ابو طاقية» لا يرحم، وهذا الرعب يمنعهم من المطالبة بدخول الجيش اللبناني الى البلدة، لا سيما انه تمت في السابق تصفية بعض الاشخاص في عرسال على خلفية الشك في تعاملهم مع الاجهزة اللبنانية، فهل تحل احجية العسكريين المخطوفين قريباً ام انها قابلة للتمديد وفق العرف السياسي المتبع؟