هذا ليس سؤالاً لمجرّد السؤال، خصوصاً أنه بعد مرور سنة كاملة ونيّف على عملية «طوفان الأقصى»، هناك صمت سوري على جميع الأصعدة، وبالأخص على صعيد الرئيس بشار الأسد الذي يبدو أنه لم يقل كلمة واحدة عما يحدث في فلسطين، وتحديداً في مدينة غزة من عملية إبادة، عبر أكبر عملية إجرام في التاريخ… حيث قتل أكثر من 42 ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وهناك أكثر من 100 ألف جريح…
الغريب العجيب، ان صورة الرئيس بشار الأسد وهو يرفع يد الشهيد السيّد حسن نصرالله، واليد الثانية الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد… هذه الصورة التي كانت تشير الى ان سوريا هي الداعمة الأولى لمحور المقاومة والممانعة، وأنّ الرئيس السوري بشار الأسد الذي كانت أهم إنجازاته في سوريا قتل مليون وخمسماية ألف مواطن سوري، وتهجير 12 مليوناً من أبناء شعبه، فقط لأنّ هذا الشعب كان ينادي بالحرية والديمقراطية والانتخابات النيابية الحرّة، وحرّية القول، أي حرّية الإعلام، وإنشاء صحف ومجلات وإذاعات وتلفزيونات حرّة، كما هي الحال في معظم بلاد العالم.
المصيبة الكبرى أن الوجود الروسي في سوريا هو الذي أنقذ نظام الرئيس الأسد الذي كان على وشك السقوط بعد أسبوع واحد.. والقصّة معروفة كيف أن قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري قاسم سليماني ذهب الى روسيا مرتين، ودفع 7 مليارات دولار من أموال الشعب العراقي ليطلب من روسيا أن تنقذ النظام السوري.
وبما ان الرئيس الروسي تاجر ماهر، وهو من أهم بائعي السلاح… قام بالمهمة التي كُلّف بها وقبض ثمنها سلفاً… فأرسل الجيش الروسي الذي بدأ برمي البراميل المتفجرة على الشعب السوري.. وكانت الطائرات الروسية تحصد الشعب والبيوت، والغارات لا تتوقف وتنهال فوق رؤوس أبناء الشعب السوري. فانظروا ماذا فعلوا في مدينة حلب التي دمرت عن بكرة أبيها، وهرب 4 ملايين سوري من حلب ومنطقتها الى تركيا.. واستفادت تركيا من عدد كبير من الصناعيين من أهل حلب المشهورين بالصناعة، فنقلوا 200 مصنع الى تركيا حيث أقامت تركيا منطقة خاصة بهم.
أما حمص فدمّرت هي الأخرى، ولم يبقَ فيها حجر على حجر، وبفضل التدخل الروسي الذي أنقذ نظام الأسد قُسّمت سوريا الى:
– سوريا إيرانية (الحرس الثوري)
– سوريا حزب الله
– سوريا روسيا
– سوريا تركيا
– سوريا أميركا، إضافة الى الجولان مع إسرائيل.
وبفضل حكمة ورؤية الرئيس بشار الأسد دمّرت سوريا ليبقى الرئيس بشار جالساً على كرسي الرئاسة فقط، من دون أي صلاحيات.
على كل حال… ماذا عن روسيا التي تحتل أقساماً من سوريا.. نبدأ من الساحل السوري بمرفأ طرطوس ومرفأ اللاذقية، وهما صارا تابعين لروسيا.
قاعدة حميميم الموجودة على الساحل بين اللاذقية وجبلة تحوّلت الى قاعدة عسكرية للطيران الروسي…
كذلك قاعدة ثالثة قريبة من حمص فيها قاعدة للطائرات المروحية.
كل هذه الأسلحة وكل هذه الرادارات، وخاصة صواريخ S300 أهم قاعدة صواريخ بقدرة تدميرية هائلة ضد الطائرات حيث تستطيع أن تمنع مرور طير وليس طائرة إلاّ وتصطاده.
الغريب العجيب أنّ الطيران الاسرائيلي يعربد ليلاً ونهاراً فوق سوريا، ويلقي حمله من قاذفات وصواريخ فيدمّر المطارات بحجة منع وصول صواريخ إيرانية الى سوريا ومنها الى «المقاومة»، بالإضافة الى ضرب أهداف في الساحل السوري، وعلى مدينة دمشق، والاعتداء الذي حصل على القنصلية الايرانية في دمشق وغيرها من أعمال عسكرية… والرئيس بشار صامت يتنافس مع الصمت الروسي.
كل شعارات المقاومة والممانعة، وكل شعارات: إنّ روسيا تدعم الدول العربية، وتقف الى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم، تبيّـن ان كل هذا كلام بكلام.. وكل واحد يتلمس رأسه.
همّ روسيا في سوريا فقط أن تبيع السلاح الى سوريا.
وهمّ بشار أن يجلس على كرسي الرئاسة فقط ولو ظاهرياً.