Site icon IMLebanon

روسيا تبحث عن مصلحتها على حساب الدم السوري

تدور ضجة حول إرسال الاسلحة الروسية الى سوريا وبعضهم يقول أكثر من ذلك إنّ روسيا تهيّىء لكانتون على الساحل السوري كما هي فعلت في «الدون باس» الاوكراني على حد ما قاله بعض الصحف، وأنّ الكانتون سيقوم على طرطوس واللاذقية التي يفصل بينهما مدى يبلغ أقل من 200 كيلومتر بقليل. هذا الكلام لا يتوقف هنا بل تضاف إليه معلومات عن المقاتلين الروس أيضاً.

وتذهب إسرائيل الى أنّ إيران هي أيضاً سترسل قوات نظامية الى سوريا.

وأطرف ما سمعته ان سيرغي لاڤروڤ وزير الخارجية الروسي اعترف بإرسال السلاح، وأما العناصر الروس فهم مجرّد مستشارين مهمتهم تدريب القوات السورية المسلحة، وختم متسائلاً عن سبب الغيرة الغربية على سوريا.

إنّ الثورة السورية بدأت سلمية واستمرت ستة أشهر كذلك من دون ضربة كف واحدة، بينما النظام كان يواجهها بالقتل والدمار لا يفرق بين نساء وشيوخ وأطفال.

فهل كان هناك «داعش» في بداية الثورة؟

طبعاً لا… «داعش» لم يوجد إلاّ بعد سنتين من الثورة.

ثم الأبعد من ذلك أن الاتفاق الروسي – الاميركي أنقذ بشار من تبعات السلاح الكيماوي الذي ضرب به شعبه أقله في ثلاث مناطق!

ونسأل لاڤروڤ: لماذا لم تحاسبوا بشار على استعماله السلاح الكيماوي ضد الشعب؟

ولماذا تعاقبون الشعب السوري الذي دافع عن نفسه؟

إنّ من خلق «داعش» هو التواطؤ الدولي وعلى رأسه أميركا وروسيا، فالعالم ترك الشعب السوري الذي يتعرّض كل دقيقة للقتل، فلم يكن لديه بد من اللجوء الى السلاح دفاعاً عن نفسه.

نعود الى «داعش» الذي يتبارون اليوم في المشاركة بمحاربته.

وتاريخ «داعش» كما هو معروف أنه في العام 2003 عندما شعر صدّام حسين بأنّ الاميركيين جادّون في قرارهم غزو العراق، جاء بأبو مصعب الزرقاوي ليخيفهم به كونه ينتمي الى «القاعدة»، وعندما حصل الغزو الاميركي للعراق هرب الزرقاوي الى سوريا حيث أصبح حليف النظام، ومنذ ذلك التاريخ كان الزرقاوي يرسل السيارات المفخخة الى العراق، وفي إحدى المرات افتضح دور النظام السوري في هذا الموضوع، وتوجّه رئيس الوزراء العراقي في حينه نوري المالكي الى الامم المتحدة شاكياً بشار الأسد مباشرة.

وبعدما عجز النظام على امتداد سنتين في قمع الثورة أفرج من سجونه عن 2000 إسلامي، وفعل مثله النظام العراقي الذي أفرج بدوره عن 2000 سجين كانوا من أتباع الزرقاوي… وهؤلاء الأربعة آلاف هم الذين اسسوا «داعش».

والسؤال: كيف كبر «داعش»؟ والجواب: كان سقوط الموصل وإعلان قيام الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام… وهناك حصل «داعش» على ثروة مالية (من النفط) وكمّ كبير من السلاح تركه الجيش العراقي في الموصل.

والأهم حصول «داعش» على «خزان بشري» كبير من العراقيين الذين كانوا واقعين تحت التنكيل والاضطهاد من النظام العراقي برئاسة نوري المالكي الخاضع مباشرة لإيران الشيعية الفارسية.

وللمناسبة فإنّ أحد أسباب انخفاض أسعار النفط عالمياً كون «داعش» يبيع النفط بنصف سعره وطرح كميات أكبر من حاجة السوق، فانهارت الأسعار.

والسؤال الثاني: ألَيْس غريباً كيف استطاع «داعش» السيطرة على منابع النفط السورية بهذه السهولة؟ ثم كيف تمكن من التوجه الى تدمر على بعد نحو 300 كلم من دون أن تتعرّض قوافله المكشوفة لأي ردع أو قصف أو تصدّ بشكل أو بآخر؟

وقبل ذلك كانت سيطرة «داعش» على الموصل معروفة لجهة الاستفادة من النقمة على نوري المالكي وهيمنة إيران على العراق وتسليمه الى قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني.

ونقول أخيراً لسيرغي لاڤروڤ إننا لا نلومه لأنه يعمل مصلحته وهو الذي طلع من العراق خالي الوفاض خصوصاً وأنّ السلاح العراقي كان دائماً سلاحاً روسياً، وعندما احتل الاميركي العراق طار آخر اتفاق سلاح بين موسكو وبغداد بقيمة سبعة مليارات دولار، لذلك هو يتشبث بسوريا علّه يشارك في مغانم مرحلة ما بعد بشار الأسد.

ونقول لسيرغي لاڤروڤ ولأميركا: ألم تتعلموا من تجاربكم؟

لقد أسقطتم العراق وأقمتم حكومة المالكي موالية لإيران: فهل مر يوم من دون عمليات تفجير ضخمة في العراق وسقوط مئات القتلى والجرحى يومياً؟!.

ونسأل: أين العراق اليوم من عراق صدّام؟ مع تحفظنا عن ديكتاتورية صدّام فهل تريدون مصيراً مماثلاً لسوريا بتعزيز هيمنة إيران عليها؟!.