Site icon IMLebanon

روسيا رسمت الخطوط الحمر في سوريا

ا

يبدو أنّ روسيا قد حددت مهمتها في سوريا منذ ان استدعت بشار الأسد لوحده وأطلعته على مشروعها الذي له الفضل في بقائه لغاية اليوم في موقعه، وأعلمته روسيا أنها تفعل ذلك ليس من أجل عيونه ولكن لأنّ مصلحتها اقتضت ذلك بعدما خسرت مصر وبعدها العراق وأخيراً ليبيا، حيث لم يعد لها في المنطقة إلاّ سوريا، مع الاخذ في الاعتبار القاعدة العسكرية الروسية الوحيدة في شرقي البحر الابيض المتوسط.

والانسحاب المفاجئ جاء بعدما ثبتت الحكم، وهنا علينا أيضاً أن نتذكر أنّ القيصر، كما ذكرنا، لا يريد أن يخسر سوريا، لذلك المهم المحافظة على الحكم كموقع وليس كشخص ما يعني بشار أو غيره.

المهم هل فهم بشار الرسالة؟

يبدو أنه لم يفهم ولا يريد أن يفهم، وأكبر دليل على ذلك الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الدفاع الروسي التي تفيد المعلومات بشأنها أنه جاء الى سوريا لإبلاغ النظام بالخطوط الحمر وأهمها حلب… وأكد على ضرورة أنّ الحدود التي رسمها لا يمكن تخطّيها… وهذا ما حصل فعلاً في حلب حيث وقعت الخسائر البشرية التي منيَ بها جيش النظام والحرس الثوري الايراني و»حزب الله» لأنهم لا يريدون أن يفهموا ما معنى الخطوط الحمر، لذلك لم يستطيعوا أن يتقدموا عسكرياً، والعكس حصل إذ استطاعت المعارضة أن تتقدم وتحرّر قرى عديدة كانت تحت سيطرة النظام.

ولولا الغطاء الجوي الروسي لكان بشار والحرس الثوري الايراني و»حزب الله» في خبر كان… ولكنهم لا يريدون أن يعترفوا لأنّ وجودهم قائم على الانتصارات الإلهية.

نعود الى سوريا لنقول إنّ المشروع الروسي هو دعوة الجميع الى طاولة الحوار والبدء بالمفاوضات لأنه ممنوع على اي فريق أن يغيّر شيئاً على أرض الواقع.

يبقى أنّ الايرانيين لا يزالون يحاولون اقناع روسيا بالمساعدة عبر عقود لشراء أسلحة بمبالغ خيالية، ولكن القيصر يلعب معهم لعبة الاخذ والعطاء ولكن بحسابات روسية وليست إيرانية أو سورية خاصة بنظام المجرم بشار.