IMLebanon

أهداف روسيا السورية  وتحالفاتها ضد الارهاب

روسيا السورية فرضت نفسها على المسرح الاقليمي والدولي في دور القوة الكونية، ودفعت حتى أميركا الى ان تبدو روسية في سوريا. فهي تقوم في وقت واحد بالقتال وهندسة المسار السياسي والمساهمة في ادخال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة. والكل مضطر للعب معها، وان كان البعض يتحسّب من ان تلعب به، والبعض الآخر يتخوّف من أن تلعب عليه في صفقة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وباراك أوباما.

ومن السهل في باب تبسيط الأمور القول ان قوة بوتين في ضعف أوباما. والأسهل هو القول ان القسم الأكبر من رأسمال روسيا المتجدد في الشرق الأوسط ليس جاذبية النظام الحالي بل الخصومة التقليدية لأميركا والتأييد الايديولوجي للاتحاد السوفياتي أيام الحرب الباردة وشعور أصدقاء واشنطن بخيبة الأمل من سياساتها. لكن من الصعب تجاهل الخطوات التي قام بها بوتين والمتغيرات التي أحدثتها لعبته الاستراتيجية.

ذلك ان موسكو تمارس سياسة الأبواب المفتوحة مع دمشق وطهران والرياض وتل أبيب ورام الله والقاهرة وواشنطن. والشعار العام هو محاربة الارهاب. فالرئيس بوتين يقول بعد محادثات مع بنيامين نتنياهو نحن حليفان في محاربة الارهاب ومكافحة التطرّف. وهو في الأدبيات الايرانية والسورية عضو في محور الممانعة، حيث يلتقي وزراء الدفاع الروسي والايراني والسوري في طهران لتوسيع الحرب على الارهاب. وهو طبعاً شريك أوباما في محاربة الارهاب وشريك السعودية ودول الخليج في مواجهة التطرف والارهاب.

لكن الارهاب ليس واحداً. فماذا يعني التحالف مع اسرائيل في محاربة الارهاب، وهي تعتبر ان المقاومة الفلسطينية ارهاب؟ وكيف تدار الشراكة مع اميركا التي تضع حزب الله في لائحة الارهاب وتسمي ايران أكبر دولة راعية للارهاب وترفض طلب موسكو ادراج جيش الاسلام واحرار الشام في لائحة الارهاب مع داعش والنصرة؟ وما هو القاسم المشترك بين موسكو وعواصم الخليج في النظرة الى الارهاب وحرب سوريا؟

لا أحد يجهل ان محاربة الارهاب مسار طويل على جبهات عسكرية وأمنية واجتماعية وفكرية. وما فعلته موسكو عسكرياً في سوريا حتى الآن، حسب مقال نشرته مجلة فورين أفيرز لمدير مركز كارينغي في موسكو ديمتري ترينين، هو منع داعش من هزيمة جيش الأسد واحتلال دمشق، وتقوية الجيش وحلفائه الايرانيين وحزب الله. اما الهدف السياسي، فانه ترتيب تسوية تحمي مصالح روسيا في سوريا والمنطقة، وتضمن ان تبقى سوريا بعد الحرب وبعد حكومة الأسد صديقة لروسيا، وان تحافظ موسكو على وجودها العسكري وان تنتج شراكاتها زمن الحرب مع ايران والعراق والكرد ارتباطات سياسية واقتصادية دائمة.

والملعب واسع مملوء باللاعبين وتوقع المفاجآت.