Site icon IMLebanon

«انفخت الدف وتفرّق العشاق»

 

 

يبدو أنّ المثل الشعبي «انفخت الدف وتفرق العشاق» ينطبق بشكل كبير على العلاقات بين الدولتين العظميين أميركا وروسيا.

 

لم يأت هذا الكلام من فراغ، فلسنا هنا مع أميركا ضد روسيا ولا مع روسيا ضد أميركا، الأهم اننا نشعر بحزن من تلك الحرب المجنونة بين روسيا وأوكرانيا. وكم كنا نتمنى أن لا تكون تلك الحرب، خاصة واننا نحب الشعبين ونشعر بأنّ الشعب الاوكراني مظلوم. لكنّ تصريحات الرئيس الاوكراني المستفزة والهستيرية لا تليق بأوكرانيا ولا بشعبها.

 

نحن هنا نقف ضد ما فعله الجيش الروسي بالشعب السوري المظلوم، وكنا نتمنى أن تكون روسيا على الحياد لا أن تقف مع رئيس ضد شعبه ويسعى لقتله وتدمير وطنه.

 

على كل حال ما يجري في تلك الحرب البشعة، نتمنى أن يتوقف. ونطالب بأن تتوافر الجهود كي تبقى روسيا قادرة على الحدّ من غطرسة الاميركي البشع القاهر للشعوب.

 

الى ذلك، استوقفتنا كلمة المندوب الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا… ونظراً لأهميتها لا بد من نشرها لتعميم قراءتها من قبل عدد كبير من المتابعين… وهذا ما قاله في جلسة مجلس الأمن بتاريخ الخامس من آذار 2022 مخاطباً مندوبة الولايات المتحدة الأميركية في المجلس المذكور:

 

«يعلمون من هو المعتدي لكنّ السارق لا يعدّ نفسه سارقاً بل يقول: نحن نعيد الحقوق الى أهلها!

 

ومن الصعب علينا منافسة الولايات المتحدة في الإعتداءات على الدول وعلى غزوها للشعوب وقتلها وتدمير ممتلكاتها، لكنّ الشيء الواضح لا يحتاج الى توضيح… لن أقوم هنا بسرد قائمة الاعتداءات التي ارتكبتها الولايات المتحدة خلال تاريخها عبر مئتين وخمس وأربعين سنة منذ إنشائها عام (1776) لغاية الآن 2022».

 

وقال المندوب الروسي للمندوبة الأميركية:

 

«هل تطنين أنكم مؤهلون كي تعلمونا دروساً في الأخلاق؟».

 

ثم أردف قائلاً:

 

«لماذا ترغبون في فرض عقوبات علينا ضمن البند السابع من ميثاق مجلس الأمن؟ وهل تظنون أننا نحن دولة هاييتي أو نحن جزيرة غرينادا كي تستطيعوا فعل ذلك؟! أنتم وحلفاؤكم قمتم بابتزاز مصر عندما أممت قناة السويس.. واعتديتم على العراق عندما يئستم من أنّ (صدام حسين) لن يقضي على الثورة الإيرانية حسب ما طلبتم منه… وسلبتم (فلسطين) من أهلها أنتم وحلفاؤكم وسلمتموها الى أشتات الارض وقتلتم أهلها ظلماً وعدواناً… وهكذا فعلتم في كوريا وفي ڤيتنام وفي اليابان… وها أنتم تشجعون تايوان على الإنفصال عن أمها الصين… ودمرتم يوغوسلافيا… وها أنتم تحاصرون كوبا وتتدخلون في الشؤون الداخلية للدول ولا سيّما في أميركا الجنوبية وجنوب آسيا وفي الشرق الأوسط وفي وسط آسيا كذلك… وها أنتم تنصّبون الرؤساء في الدول، من الذين يساعدونكم على سرقة أموال الشعوب وإذا لم يُلبّوا طلباتكم خلعتموهم ووضعتم بدلاً منهم الذين يطيعونكم ويضطهدون الشعوب التي في دولهم… والآن أنتم تريدون أن تفصلوا (أوكرانيا) عن (روسيا) وهي جزءٌ منها على مدى تاريخ روسيا».

 

وقال لها:

 

«اسمعي إذا لم تكفوا أيديكم عن هذه الغطرسة التي تقومون بها فسنقوم نحن الروس والدول والشعوب المتضررة من اعتداءاتكم بتدمير اقتصادكم حيثما وجد وفي أي مكان من العالم.. .وإذا واصلتم الاعتداءات ومحاولة تجويع الشعب الروسي فإنها القارعة وإذا كنتم لا تعرفون القارعة فاسألوا عنها المسلمبن فذِكْرِها موجودٌ في كتابهم القرآن وقد أُعْذِرَ مَنْ أنْذرْ!