المواقف الدولية بالنسبة لبقاء أو رحيل بشار الأسد تراوح بين دولة ودولة، وبين مسؤول ومسؤول… إذ كل يرى الى هذا البقاء أو ذاك الرحيل من موقع مصالحه الذاتية.
في مطلع الثورة السورية تغيّرت مواقف الاميركيين بشكل لافت: ساعة كانوا يقولون يجب أن يرحل بشار وساعة ثانية كانوا يقولون إنّ بقاءه ضرورة، وإذا أخذنا، على سبيل المثال، استعدادات واشنطن وإرسالها حاملة الطائرات والتهيّؤ للضربة تحت شعار استخدامه الأسلحة الكيميائية… نذكر أنه فجأة وبسحر ساحر كلفت واشنطن موسكو التزام عملية إخلاء سوريا من السلاح الكيميائي ونقله الى الخارج، حدث ذلك في الوقت الذي كانت روسيا تستعطي أي دور في سوريا… وهذا يؤكد أنه لا يتم أي شيء في العالم (بما في ذلك سوريا) إلاّ من ضمن التفاهم الروسي – الاميركي، ويكون واهماً من يتحدّث عن التناقض بينهما في المسائل الأساسية بما فيها الأزمة السورية.
نعود الى الضمير العالمي الذي يبدو أنه أصبح في خبر كان، فهذه ليست المرة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة التي يستخدم فيها النظام السوري غاز الكلور السام الذي استخدمه أمس.
ونعود الى بدء لنسأل، مع السائلين: هل يبقى بشار أم يرحل؟
بصراحة: هذا الموضوع مرتبط بالروس، وما هو السعر الذي تطلبه موسكو مقابل التخلي عن بشار؟ لأنه بكل صراحة لم يعد بشار موجوداً، فالحاكم الفعلي في سوريا هو الروسي خصوصاً أنّ الجيش السوري المجرم مع المجرمين الآخرين الحرس الثوري و”الحشد الشعبي” و”حزب الله” يدّعون البطولات… وليتهم يتذكرون أين كانوا عندما توجّه قائدهم قاسم سليماني مرتين الى روسيا مستجدياً القيادة الروسية التدخل لوقف انهيارهم وانهيار النظام في سوريا… ولولا التدخل الروسي لكان هؤلاء الوهميون وبطولاتهم الوهمية في خبر كان.