IMLebanon

السلاح الروسي

صحيح أنّ الشعب العربي يميل الى النظام الاميركي الحر، طبعاً لأنه يحب لا بل يعشق الحرية، ولذلك فإن جميع البلدان العربية تحسد لبنان على نظامه الديموقراطي الذي يستطيع المواطن فيه أن يعبر عن رأيه بكل حرية… أي أنك تستطيع أن تنتقد أكبر مسؤول حتى ولو كان رئيس الجمهورية ولكن طبعاً ضمن القانون، بينما في البلدان العربية معظمها يعيش ضمن أنظمة أكثر تحفظاً…

على كل حال، وبسبب خلاف الزعيم جمال عبدالناصر مع الاميركيين يوم بناء السد العالي استعان بالاتحاد السوڤياتي السابق، الذي دخل الى العالم العربي من البوابة المصرية ودخل الى سوريا والعراق والجزائر واليمن وأصبح العالم العربي منقسماً بين الاميركيين والسوڤيات.

المشكلة الحقيقية أنّ أميركا تساعد إسرائيل من  دون حدود عسكرياً واقتصادياً بينما الاتحاد السوڤياتي لا يعطي الاسلحة المطلوبة إلاّ بعد الوقت المطلوب…

والحقيقة أنّ العرب حصلوا على السلاح السوڤياتي مرة واحدة في التاريخ وكان ذلك أيام الرئيس أندروبوڤ ولكن من سوء حظ العرب أنّ الرئيس كان مصاباً بمرض عضال ولم يعش إلاّ لسنوات قليلة… وبالرغم من ذلك فإنّ مصر بعد حرب 1967 حصلت على سلاح سوڤياتي مهم ولأول مرة في التاريخ وكان ذلك في العام 1970، وكذلك سوريا بدورها حصلت على السلاح السوڤياتي.

أما حرب 1973 فكانت نتيجة اتفاق مصري – سوري وبأسلحة سوڤياتية… وللمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي – الاسرائيلي حقق العرب إنجازاً وانتصاراً.

ولكن يا فرحة لم تتم فإنّ الاميركيين استطاعوا بضغط عسكري مباشر وبالجسر الجوي الذي أقاموه بين أميركا وإسرائيل لأول مرة في التاريخ تغيير المعركة التي انتصر العرب فيها ابتداءً من تجاوز المصريين «خط بارليڤ» وعبور قناة السويس… وكذلك السوريون وصلوا الى بحيرة طبريا… ولكن الإلتفاف الذي تم عبر «الدفرسوار» أدى الى محاصرة الجيش المصري… ثم فرضوا شروطاً على مصر ما دفع بالرئيس أنور السادات لأن يطلب وقف  النار.

وبقيت سوريا لوحدها في الحرب قبل أن تضطر للانسحاب من منطقة طبريا فالجولان.

باختصار، السلاح الروسي كان جيداً سابقاً أي أيام الاتحاد السوڤياتي ولكن الآن يبدو أنّ هناك تراجعاً، وعلى سبيل المثال لا الحصر:

1- أطلق الروس صواريخ من بحر قزوين باتجاه سوريا ولكنها تاهت وسقطت في إيران!

2- سقوط طائرة «السوخوي -24» له معنى عسكري كبير خصوصاً أنه تم بطائرة أميركية من طراز «F16»… وهذه ضربة موجعة للسلاح الجوي الروسي تحديداً وللسلاح الروسي عموماً.

3- لم أفهم لماذا جاء الروس بغواصة الى البحر المتوسط وأرسوها مقابل السواحل السورية وهل هناك اختراع جديد يجيز استعمال الغواصات في داخل الأراضي السورية؟!

4- اليوم يتحدثون عن صواريخ «S300» و»S400» وأنّ الروس سلموا الايرانيين الصواريخ…

الخلاصة هل نحن اليوم أمام مرحلة جديدة وهي السباق على بيع الاسلحة الاميركية والمنافسة لها الروسية؟ وهل المطلوب الحصول على آخر دولار في العالم العربي؟!.

وسؤال آخر يتعلق باستمرار الحرب في الوقت الذي يدور فيه الحديث عن تسويات… ولكن يبدو أنّ الكلام عن التسويات لا يتناسب مع الجهود العسكرية! أي أنه لا تزال أمامنا فترة زمنية ليست قصيرة للانتهاء من تدمير العالم العربي حتى يحين موعد التسويات!