IMLebanon

«الدب الروسي»يصنع الرؤساء

هل يستطيع اللاعبون على الحلبة السياسية انتاج رئىس صنع في لبنان خلافا للعادة كون الطبق الرئاسي منذ قيام لبنان الكبير كان يطبخ في الخارج وبقي الامر كذلك حتى بعد المتغيرات التي اطاحت بالدور الفرنسي – البريطاني الذي امسك بالملف الرئاسي لحقبة طويلة لينتقل طهاة الكعكة الرئاسية من اوروبا الى واشنطن حيث تصنع الرئاسات كما تصنع الحروب، ولكن مع دخول الدب الروسي الى مسرح المنطقة ثمة انعطافات ستحصل في مسألة صناعة الرؤساء اللبنانيين تؤكد اوساط مواكبة، لا سيما وان الميدان السوري المرتبط عضويا بالحلبة المحلية تميل فيه الدفة لصالح موسكو وما يعني ذلك على صعيد الاستحقاق الرئاسي في ظل ضمور الدور الاميركي الذي يسعى الى الخروج من المنطقة بالحد الادنى الممكن من الخسائر.

وربما الرئيس سعد الحريري الذي استشرف هذه الصورة يمّم شطر العاصمة الروسية في زيارته الاخيرة طلبا للدعم في انجاز الاستحقاق الرئاسي بعدما لمس وبالوجه الشرعي ان صناع القرار في العاصمة الاميركية الغارقة في فوضاها الانتخابية تخلت عن دورها في ذلك مكلفة العاصمة الفرنسية بالحلول مكانها وكالة لا اصالة الا ان هذا التكليف لم يثمر والدليل على ذلك ان الحراك الفرنسي لم ينتج رئىسا للجمهورية وان الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لبيروت وتسلمه مذكرة من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اندرجت في خانة لزوم ما لا يلزم.

في ظل هذه الصورة لا يزال الغموض يحيط بالمجريات، بحسب الاوساط، واذا كانت مسيرة «التيار الوطني الحر» الى «قصر الشعب» كما يسميه الجنرال ميشال عون جاءت على خلفية الضغط لانتخابه رئيساً للبلاد ولدفع الحريري للاستعجال في اعلان تبنيه لترشيحه، الا ان العارفين بالكواليس وما ادراك ما هي يرون ان صناعة الرئيس تحتاج الى تفاهم سعودي – ايراني في وقت بلغ صراع اللاعبين الاقليميين ذروته في المواجهات بينهما من اليمن مروراً بالعراق وصولاً الى سوريا ما يحتم استحالة في انجاز الاستحقاق الرئاسي واذا كان رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط اعلن في تغريدته الاخيرة بالقول: «وصلت كلمة السر الله يستر» فان الامر لا يعني وصول الاستحقاق الرئاسي الى خواتيمه وان الجلسة المرتقبة في نهاية الجاري ستسفر عن وصول عون الى بعبدا، خصوصاً وان اسم الرئيس العتيد يبقى ملك ربع الساعة الاخير اذا لم تحصل مفاجآت، فالنائب حميد فرنجية نام رئيساًواستفاق على الضجيج بوصول كميل شمعون الى القصر الرئاسي في القنطاري والنائب مخايل ضاهر نام رئيساً واستفاق على الفوضى، وربما هذا الامر يشكل «ثغرة» لعون الذي آثر المشاركة في ذكرى 13 تشرين الاول، بالاطلالة عن الرابية على خلفية انه يفضل دخول القصر الجمهوري لا الوقوف على طريقه، في وقت تقول اوساطه ان نضوج الطبق الرئاسي املى عليه الاطلالة من بعد لاسباب امنية.

وتشير الاوساط الى ان الجلسة المرتقبة نهاية الجاري ستلتحق بسابقاتها و ان الجلسة التي ستحمل الرقم «47» قد تنتج رئيساً، فالحريري الذي زار السعودية في نهاية ا لاسبوع الفائت ارجأ اطلالته التلفزيونية التي سيعلن فيها الى اين وصلت مبادرته لانجاز الاستحقاق والسير بعون رئيساً، ما رفع منسوب القلق في الرابية التي تعيش كوابيس رئيس مجلس النواب نبيه برّي الرافضين لوصول عون باصرار وهو اعلن انه «جرّب الموالاة طويلاً وبري جرّب المعارضة ولا اخاف احداً» ووفق العارفين ببري فانه يرفض ان يكون عون واجهة تغطي حكما الوزير جبران باسيل للجمهورية كما يرفض بنفس المعيار ان يكون الحريري ستاراً يديرمن ورائه نادر الحريري عربة الحكومة، ناهيك على اصرار النائب سليمان فرنجية على خوض المعركة ولو بقي وحيداً. لا سيما وانه يلقى كامل الدعم من بري وجنبلاط.