IMLebanon

حراك روسي ــ صيني ــ سعودي لإنهاء الشغور الرئاسي 

 

 

تتوالى التطورات الدراماتيكية على خط الاستحقاق الرئاسي، إضافة إلى ما يجري في المنطقة من تطوّرات وتحوّلات على غير مستوى وصعيد، وينقل وفق معلومات مؤكدة، بأن ما قاله السفير السعودي وليد البخاري لكل من التقاه في اليومين الماضيين، يُبشِّر بمرحلة جديدة وإيجابية على صعيد لبنان، ويمكن القول، ان قطار التسوية انطلق، وليس لأي طرف القدرة على إعاقة أو تعطيل التسوية، ربطاً بعملية التقارب الواسعة النطاق التي جرت في المنطقة بين إيران والرياض، وصولاً إلى التقارب مع دمشق عربياً وخليجياً. وعليه، ثمة اتصالات، تابعت المعلومات، تجري بين موسكو والرياض وحراك روسي ـ صيني ـ سعودي بالغ الأهمية، يتمحور حول الإستحقاق الرئاسي، دون أن يكون لموسكو أي تدخل مباشر في هذا الاستحقاق، ولكنها تدعم رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، الذي قدّم لها ضمانات بالغة الأهمية، وباتت في متناول السعوديين، وهي تريح الرياض والخليج وكل الأطراف في لبنان، وعليه، فإن اتصالاتها تجري مع معظم المكوّنات اللبنانية، ولا سيما  أن أطراف المعارضة لم تتمكن من تسويق أو الاتفاق على مرشح تُجمع عليه، لتقول هذا هو مرشحي، بمن فيهم قائد الجيش العماد جوزيف عون.

 

وفي السياق، ينقل عن الأوساط المقرّبة من موسكو، أنها كانت منذ البداية في أجواء المفاوضات التي قادتها بكين بين إيران والسعودية، بالإضافة إلى القمم الثلاث التي عقدها الرئيس الصيني في المملكة العربية السعودية، وبمعنى أوضح، أن هذا التواصل مستمر وبلغ ذروته في الآونة الأخيرة على الخطوط الصينية ـ السعودية، من أجل أن يكون للبنان رئيس للجمهورية في أقرب وقت، في ظل إعادة ترتيب وضع المنطقة سياسياً وأمنياً واقتصادياً، ولهذه الغاية، فإن موسكو، وبما لديها من علاقات طيبة مع الرياض وتركيا وسوريا، ودول أخرى، قادرة على القيام بدور من شأنه أن يؤدي إلى انتخاب رئيس الجمهورية، وعلى هذا الأساس يجري دعم فرنجية من زاوية الضمانات والتعهّدات، ولا سيما أن الرياض، وإن عانت من العهد السابق، أي عهد الرئيس ميشال عون، بفعل الإساءات والحملات التي تعرّضت لها، إضافة إلى فشل هذا العهد على كل الأصعدة، فإن ذلك لا ينسحب على رئيس تيار «المردة»، لجملة اعتبارات لا تنطلق فقط من الضمانات والتعهدات التي أعطاها للروس والفرنسيين والسعوديين، فالرجل ليس لديه كتلة نيابية أو تيار منتشر في كل المناطق اللبنانية ليجيّر له الدولة ومؤسّساتها، كما كانت الحال مع «التيار البرتقالي»، لذا، فإن الأمور في هذه المرحلة مفصلية، وباتت مسألة أسابيع للوصول إلى التسوية قبل الإستحقاقات التي ستشهدها المنطقة، ومن ثم الحرب الروسية ـ الأوكرانية، حيث هناك تطورات ميدانية دراماتيكية مرتقبة بعد تخطي الخطوط الحمر، والوصول إلى الكرملين، وهذا ما لن يسمح به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما يعني بشكل أو بآخر، أن المنطقة والعالم قد يشهدان تحوّلات كبيرة على مسار هذه الحرب، في الوقت الذي لا يمكن للبنان أن يواجه هذه الإستحقاقات الكبيرة من دون رئيس أو حكومة، وفي ظل ظروف إقتصادية بالغة الخطورة، وبناء على هذه الأجواء، فإن انتخاب الرئيس العتيد قد يكون خلال الأسابيع المقبلة، وكل الاحتمالات والمفاجآت واردة أمام هذه الاستحقاقات الإقليمية والدولية.

 

ويبقى في موازاة ذلك، أن جولات السفير السعودي وتوسيع مروحتها، فذلك لتأكيد على أن هناك شيئا ما يجري التحضير له على صعيد التسوية الرئاسية، وتحديداً الموقف السعودي أمام كثرة التحليلات وقراءة هذا الموقف، والذي لن يكون بعيداً عن الإجماع الدولي والعربي واللبناني لانتخاب الرئيس في إطار الدور السعودي الطليعي في هذه التسوية.