تستبعد مصادر ديبلوماسية، أن يصار الى استصدار قرار دولي حول سوريا أو حول طريقة مكافحة الارهاب، على هامش أعمال الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي افتتحت أعمالها الاربعاء الماضي.
ويعود السبب الى انه حتى الآن لا يوجد تفاهم غربي، وأميركي تحديداً، مع روسيا حول هذين الموضوعين. الروس يكررون أنهم ضد الارهاب، وانه لطالما كانت الولايات المتحدة والغرب، لا يقدّران خطورة الارهاب في كل من سوريا والعراق، وانه يجب محاربته، وان غضّ النظر الغربي عن الارهاب بحجة محاربة النظام السوري، لم يؤدِّ إلا الى نتائج كارثية، ما يؤكد، الى حد ما، صحة السياسة الروسية، بحسب مصادر ديبلوماسية قريبة من موسكو.
وتشير المصادر، الى ان موسكو تتعاون مع المجتمع الدولي لمحاربة الارهاب وتضم جهودها الى جهوده، لا سيما وانها تدرك مدى خطورته، ومن خلال مؤتمر باريس لمكافحة الارهاب ودعم العراق، تتعاون روسيا مع كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي، حيث التشديد الروسي على مكافحته، لكن روسيا ترى ضرورة التعاون مع سوريا وايران لهذه الغاية، كما تتمسك، بأن تأتي عملية مكافحة الارهاب تحت مظلة الامم المتحدة، حيث لدى موسكو حرص على ان لا تقوم واشنطن بضرب النظام السوري بحجة محاربة الارهاب.
كما تتمسك روسيا بأن لا تستغل الولايات المتحدة القرار 2170 حول وقف الامدادات التمويلية للارهاب، وضبط الحدود، تحت الفصل السابع، والذي أيدته روسيا، من أجل ضرب النظام. الجانب الروسي لديه مخاوف ويدعو الى عدم اساءة تنفيذ هذا القرار في سوريا تحديداً، ليتوسع استهداف الارهاب الى مواقع للنظام أو اضعافه. لذا تدعم روسيا محاربة الارهاب تحت مظلة الأمم المتحدة وضرورة اشراك ايران في هذه العملية.
في مجال التفاوض الغربي الايراني على البرنامج النووي الايراني، تدعو موسكو الى ضرورة حصول الاتفاق على النووي، حيث انه لا حل الا عبر الاتفاق، لأنه من مصلحة الجميع حصوله.. انما ترى ان هناك صعوبات، وانجازه في 24 تشرين الثاني، الموعد المنتظر لانتهاء التفاوض، ليس مضموناً، ولا محسوماً، وثمة مخاوف من ان لا يتمكن الجانبان من التوصل الى الاتفاق في هذا التوقيت.
وتعتقد روسيا ان الملف السوري، طويل الامد، وان هناك خلافاً جذرياً بين موسكو من جهة والغرب والخليج من جهة ثانية حول طريقة الحل.
روسيا تعتبر ان العملية السياسية وحدها يجب أن تحل الازمة في سوريا، وليس العملية العسكرية، وليس ايضاً ازالة النظام. فلا يوجد عملية سياسية حول سوريا حتى الآن، بل هناك حركة للموفد الدولي لحل الازمة السورية ستيفان دي ميستورا في المنطقة، وموسكو شجعته على زيارة ايران وهو قام بالزيارة. لا يزال الموقف الروسي على حاله، اذ يقول ان الشعب السوري من خلال المفاوضات بين النظام والمعارضة، يتحدد مستقبله، بعيداً عن الضغوط الغربية. وترى موسكو ان القرار الاخير للكونغرس الاميركي تسليم المعارضة السلاح يؤدي الى تفاقم الارهاب. ولا تزال موسكو عند موقفها من اللجوء الى حق النقض «الفيتو» اذا حصل طرح لمشروع قرار حول سوريا في مجلس الامن، وهو الامر المستبعد بفعل تباعد الموقفين الاميركي والروسي حيال الحل في سوريا.
في الموضوع اللبناني، يشكل الكلام الذي سمعه وزير الداخلية نهاد المشنوق خلال زيارته موسكو الاسبوع الماضي حول ضرورة وجود رئيس معتدل، للجمهورية، اشارة سياسية واضحة. والروس يشاركون المجتمع الدولي القلق على لبنان وعلى الوضع اللبناني من ضمن مخاوفهم على الوضع في المنطقة ككل. وذلك يأتي نتيجة تفشي «داعش» والمنظمات الارهابية وبالتالي لا يمكن فصل التخوف حول لبنان عن المنطقة في ظل الوضع الخطر والمتشنج. لذا هناك دعوة روسية دائمة للوحدة الوطنية، وللحوار بين الافرقاء، وللحفاظ على الحد الادنى من الاستقرار. وتعتبر روسيا ان الفراغ الرئاسي أمر خاطئ، ويجب انتخاب رئيس معتدل.
وتدعم روسيا استقرار لبنان، ولهذه الغاية تعمل على بحث تسليح الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي. الاول سيتم بحث الموضوع نهاية هذا الشهر مع زيارة وفد عسكري لبناني رفيع الى موسكو، حيث ان مخصصات الجيش من هبة المليار دولار من المملكة التي خصصت اخيراً، تبلغ مئة مليون دولار، والثاني سيتم تخصيص سلاح له بعشرات ملايين الدولارات. من أصل هذه الهبة: والتي لن تقتصر فقط على تعاون روسيا، انما ستشمل تعاون الولايات المتحدة، والدول الغربية. ذلك ان المليار دولار تتوزع على مساعدة كل من الجيش وقوى الامن الداخلي وفرع المعلومات، وجهاز أمن الدولة، في حين ان الـ3 مليارات وهي المكرمة السعودية ستتم بأسلحة فرنسية للجيش.