لا بد من أن تضحك عندما تسمع أنّ الروس يطالبون بلجنة تحقيق لكي يتحققوا من أنّ النظام السوري المجرم لم يستعمل غاز السارين أي القنابل الكيميائية في خان شيخون، خصوصاً أننا لو عدنا الى 4 سنوات مضت لتبيّـن لنا أنّ الاميركيين كانوا قد أرسلوا أساطيلهم لكي يحاسبوا النظام السوري المجرم الذي استعمل السلاح الكيميائي في غوطة دمشق، يومها وبسحر ساحر تم الاتفاق بين الاميركيين والروس على أن تتولّى القوات الروسية نقل الاسلحة الكيميائية الى خارج سوريا وطبعاً لو لم تتم العملية في ذلك الوقت لكانت الأمور قد انتهت وسقط هذا النظام المجرم الذي قتل لغاية اليوم أكثر من 700 ألف مواطن سوري بين طفل وشيخ وامرأة من الشعب السوري المظلوم، ودمّر معظم المدن السورية ولم يوفر الجامعات ودور العبادة من كنائس وجوامع ومستشفيات وعيادات طبية ومدارس ومدن وأرياف حيث ازالها عن بكرة أبيها…
نعود الى المطلب الروسي فيبدو أنّ روسيا قد أصبحت تظن أنها بإنقاذها النظام المجرم تفعل خيراً وليس لها أي مطامع أو مصالح في سوريا، ناسية أو متناسية القاعدة العسكرية التي حصلت عليها في الساحل السوري في “حميميم” إضافة الى قاعدة طرطوس البحرية.
وجود الروس أصبح اليوم في سوريا عسكرياً ومخابراتياً حيث أصبحت سوريا قاعدة عسكرية لروسيا…
من ناحية ثانية، النظام الروسي ليس له أي علاقة بالنظام الديموقراطي… والديموقراطية الروسية هي ديموقراطية النظام الحديدي المغلق حيث لا إعلام حراً ولا تلفزيونات حرّة ولا صحف حرّة ولا انتخابات نيابية حرّة، بل نظام يعتمد على القبضة الحديدية للجيش الروسي الذي هو الحاكم الفعلي والمخابرات التي هي أيضاً تشارك الجيش في قمع الحريات.
وإنطلاقاً من أنّ الأقمار الصناعية الاميركية التي أصبحت ترصد أي تحركات تجري في سوريا في أدق التفاصيل، وكذلك بالإضافة الى القوات البريطانية ولاحقاً أعلن الفرنسيون أيضاً انطلاقاً من المعلومات المخابراتية والأقمار الصناعية تأكيدهم أنّ النظام السوري المجرم قد استعمل “غاز السارين”… وهذا ينقض ما قاله وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم حين قال إنّ النظام السوري لا يمكن أن يستعمل غاز السارين ضد الشعب ولا حتى ضد المعارضة… نسأله كيف يمكن لنظام مجرم يقتل شعبه منذ 6 سنوات مستعملاً جميع الاسلحة الفتاكة كيف يمكن لهذا النظام وبهذا التاريخ الإجرامي أن لا يستعمل السلاح الكيميائي؟ وهل يظن الوزير وليد المعلم وزير النظام المجرم أنّ كلامه يمكن أن يصدّقه أي إنسان ؟
عوني الكعكي