IMLebanon

الرسالة الروسية لعون: للإسراع في التأليف ولا يمكن تجاوز الحريري

 

العقدة باسيل.. والحكومة رهينة سعي العهد لإعادته شريكاً

 

 

يأتي الدخول الروسي القوي على خط تأليف الحكومة، بعد وصول كل الجهود الداخلية والعربية التي بذلت حتى الآن إلى الطريق المسدود. إذ يتوقع أن تستقبل موسكو في الأيام المقبلة مجموعة من الشخصيات اللبنانية، في مقدمها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الذي بدأ، أمس، زيارة للعاصمة الروسية، بناء على دعوة رسمية، حيث سيلتقي كبار المسؤولين، وفي مقدمهم الرئيس فلاديمير بوتين. وسيكون الملف الحكومي، بنداً أساسياً على طاولة المحادثات. وهو الأمر نفسه الذي سيستحوذ على جوهر اللقاءات التي ستعقدها القيادات اللبنانية التي ستزور موسكو.

 

وتكتسي محادثات الرئيس الحريري مع القيادة الروسية، أهمية استثنائية في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان، في ظل استمرار وضع العراقيل أمام ولادة الحكومة، بعد ما يقارب ستة أشهر على تكليف الرئيس الحريري تشكيلها. إذ من المتوقع أن يضع الرئيس المكلف المسؤولين الروس في أجواء العراقيل التي تواجه عملية التشكيل، وما يشكله ذلك من مخاطر على الأوضاع الداخلية التي تزداد سوءاً على مختلف الأصعدة، في ظل التدهور الاقتصادي والاجتماعي الذي بلغ مستويات قياسية، تنذر باقتراب الانهيار الكبير الذي لم يعد بعيداً، إذا لم تؤلف حكومة اختصاصيين موثوقة، تأخذ على عاتقها البدء بعملية الإنقاذ، والانفتاح على الخارج، طلباً للمساعدة التي تعتبر أساسية لضمان خروج لبنان من النفق.

 

وتشير المعلومات التي توافرت لـ«اللواء»، أن روسيا التي تخشى على لبنان من الانزلاق نحو الهاوية، وبعدما وجدت أن كل الوساطات التي بذلت وصلت إلى الحائط المسدود، أرادت أن تتدخل في إطار سعيها لجمع الأطراف السياسية على صيغة توافقية، تقود إلى تشكيل حكومة الاختصاصيين التي لا ترى موسكو بديلاً منها في هذه الظروف البالغة الصعوبة التي يعيشها لبنان. وهو ما سيبلغه المسؤولون الروس إلى الشخصيات اللبنانية التي سيلتقونها، ومنها رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل. وقد برز بوضوح استناداً إلى هذه المعلومات، أن روسيا تريد أن تبعث برسالة هامة للرئيس ميشال عون، أنه لا يمكنك تجاوز سعد الحريري، بعدما تعمدت موسكو وصف الأخير في بياناتها الرسمية بأنه رئيس الحكومة اللبنانية، والرسالة الأكثر أهمية هي في تخصيص الرئيس الروسي في زحمة التطورات الإقليمية المتسارعة، موعداً للرئيس المكلف، وهذا أمر بغاية الأهمية. كما أن الروس أرادوا إيصال رسالة إلى «حزب الله» بأنهم مصرون على التأليف، وعلى التعاون مع الحريري وفريقه السياسي.

 

موسكو تخشى على لبنان من الإنزلاق نحو الهاوية

 

وتقول أوساط سياسية لـ«اللواء» في هذا السياق، أن «المسؤولين الروس ومن خلال هذا الاستقبال المميز واللافت للرئيس الحريري، يريدون القول للرئيس عون أنه لا يمكنك التأخير أكثر في التأليف، وبالتالي عليك أن تحسم الأمور. بعدما ظهر أن الرئيس اللبناني متروك غرباً، من خلال العقوبات المفروضة على صهره باسيل، وحتى شرقاً لا يبدو أن الأمور أحسن حالاً، في ظل اقتراب الموقف الروسي أكثر فأكثر من رؤية الرئيس المكلف للملف الحكومي»، مشددة على أن «الضغوطات الروسية ستتزايد على رئيس الجمهورية من أجل تقديم تنازلات تساعد على التأليف، بعدما أصبح واضحاً أن سوريا هي لروسيا، وبالتالي فإن الأخيرة تعمل أيضاً من أجل أن يكون لبنان جزءاً من تأثيرها ونفوذها. وإذا ما نجحت موسكو في الدفع باتجاه تشكيل حكومة في لبنان، فسيقال أن المبادرة الروسية هي التي نجحت، وليس المبادرة الفرنسية، في كون ذلك جزءاً من التنافس الروسي الفرنسي على دول المنطقة».

 

وتؤكد الأوساط، أن «ما يمنع تأليف الحكومة حتى الآن، هو عقدة داخلية وليست خارجية، بحيث أن الأمر يتجاوز إذا صح التعبير الثلث المعطل، بل إن الموضوع له علاقة بمستقبل عائلة رئيس الجمهورية ما بعد انتهاء ولايته، أي أن العقدة هي جبران باسيل، بعدما سبق لمسؤولين فرنسيين أن سعوا لجمع باسيل بالرئيس الحريري، وكذلك رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الذي دعا الحريري للقاء باسيل والاتفاق على التأليف، ما يشير بوضوح إلى أن الرئيس عون لن يفرج عن الحكومة، ما لم تعد علاقة الثقة والتعاون والشراكة بين الرئيس الحريري والنائب باسيل، باعتبار أن العهد ينظر إلى ما بعد انتهاء الولاية الرئاسية، باعتبار أن الفراغ الرئاسي أمر وارد بقوة. ولذلك يريد الرئيس عون أن يكون صهره، جزءاً من المعادلة السياسية بعد انتهاء ولايته».