Site icon IMLebanon

ثمن العقوبات على النّفط الرّوسي

 

 

تعمل جماعة حزب الله على تيئيس اللبنانيّين من البلد وما فيه فلا تملّ جماعة حزب الله من علك نفس الكليشيهات البالية عن أميركا وإيران والمقاومة ولبنان يعيدون على مسامعنا نفس السخافات البالية من سياسات بالية تعيشها هذه البلاد منذ عقود بعيدة، ولا يملّ السياسيّون من ممارسة نفس الخرافات التافهة المتعارف عليها في المواسم الانتخابيّة وما يُحرق القلب أنّهم يمارسون اللعبة وكأنّها حقيقة وكأنّهم قدّيسو خبر النّاس تقواهم وزهدهم وصدقهم ويلعبونها بشعبويّة تطرح عناوين تصيب النّاس بصداع مهلك من أين تأتون بكلّ هذه العناوين المحشوّة كذباً، وما بين الملليْن لا يملّ المواطن من الدّوران في هذه السّاقية المقطوعة التي تقرأ عليه مزامير الأزمات الخانقة التي يعيشها وكأنّها قدر مقدور على البلاد وعليه!

 

بعد كلّ العقوبات الكارثيّة التي فرضها السيّد الأميركي مع حليفه الأوروبي على روسيا اجتمع لاحقاً بالأمس الرئيس الأميركي مع مسؤولين في قطاع النفط في بلاده في خطوة تسبق لقاءه حلف النّاتو في بولندا يوم الجمعة المقبل مع تحذير روسي مسبق من أنّ حظر النّفط الرّوسي سيهزّ ميزان الطّاقة في أوروبا سيرفع سعر البرميل إلى 300 دولار في وقتٍ وجد العرب أنفسهم مطالبين برفع سقف الإنتاج لتغطية الكارثة التي ارتكبها الغرب بحقّ نفسه ويريد من دول الخليج أن تعرّض علاقاتها الأكثر من جيّدة مع روسيا وأن تخسر من جيبها الأموال الطائلة فتصبح كالمموّل السرّي في الحرب الروسيّة ـ الأوكرانيّة حتى لا تدفع أوروبا ثمن قرارات رئيس الحكومة البريطاني بوريس جونسون الحمقاء!

 

عمليّاً وجد الغرب وعلى رأسه أميركا يتسوّلون النّفط من دول ناصبتها أميركا العداء وآذتها وزعزعت أمنها كفنزويلا مثلاً أو مثلما استعجلت الولايات المتحدة الأميركيّة إطلاق يد إيران في المنطقة برفع العقوبات عن الحرس الثوري الإيراني، ومن دون شكّ يتحلّى الرؤساء الأميركيّون بالغباء منذ رونالد ريغان حتى اليوم ربّما نستثني منهم بيل كلينتون فيما نَعِمَ كلّ من تبقّى بغباء إرهاق المنطقة العربيّة والعالم في دفع أثمان الأخطاء الأميركيّة الفادحة، آخر أغبياء السياسة الأميركيّة الرئيس جو بايدن الذي يستعجل محو الحرس الثّوري الإيراني عن لائحة الإرهاب ليس حبّاً بإيران ولكن ربّما محاولة إيجاد بديل متسرّع للنّفط الرّوسي، يتغاضى بايدن عن أنّ كلّ الخراب في المنطقة تسبّب به الحرس الثّوري الإيراني والعواصم العربيّة الأربع التي أضحت أرضاً خصبة للاحتلال الإيراني هيّأ لسقوطها وعمل عليه وموّله الحرس الثّوري الإيراني بدءاً من حزب الله الذي يحتلّ لبنان ويحكمه بأدواته حتّى حين وصولاً إلى الحوثيّين في اليمن الذين قصفوا ليل السبت الماضي منشآت مدنيّة في السّعوديّة بصواريخ إيرانيّة يتولّى الحرس الثّوري إمدادهم بها!

 

يوشك الاتّفاق النووي الأميركي ـ الإيراني أن يخرج إلى العلن وحتى اليوم ما يعايشه العالم مجرّد تكهنّات ومخاوف وتحذيرات، المدهش في هذه اللحظة هو العقل السياسي الأميركي الذي يطمع في مسايرة إيران بحجّة تخفيف التوتّر في المنطقة! كيف تستقيم هكذا تصوّرات أمام إيران التي لم تكفّ عن إزعاج العالم والمنطقة وهي معزولة ومعاقبة بل والسيطرة على كلّ الدّول التي زارها الخراب الأميركي؟

 

من الواضح أنّ غباء الرّئيس الأوكراني المخدوع بأوهام ضمّ بلاده إلى الاتحاد الأوروبي الجبان والمفكّك وسيره خلف الغبيّ الأميركي الذي يقوده من خراب مدينة إلى أخرى ظنّاً منه أنّ هذه الحرب ستستنزف الروسي الغليظ فلاديمير بوتين الذي يُدرك أنّ حساباته في أوكرانيا خاطئة ولكنّه لا يملك إلا إكمال حربه هناك مهما كلّفه الأمر، ولكن السؤال الأدقّ في دوامّة العالم الأوكرانيّة ـ الروسيّة ماذا فعلاً سيفعل الغرب وأوروبا تحديداً ـ التي بدأت دول كثيرة منها تساعد مواطنيها ببضعة سنتيمات تسكت قلقهم من ارتفاع سعر البنزين ـ إن بلغ سعر برميل النّفط 300 دولار أميركي،  أخشى ما نخشاه أن يدفع العرب ثمن الغباء الأميركي في عقوباته على النّفط الرّوسي ورفع العقوبات عن الحرس الثوري الإيراني، وأظنّهم سيدفعون!