IMLebanon

دور روسي لايصال الرئيس

في ظل تكرار مشهد جلسة إنتخاب الرئيس منذ 25 ايار 2014 من دون أي نتيجة، تبدو النظرة تشاؤمية لان لبنان دخل المصير الاسود المرشح للتفاقم اكثر في حال فشل الحوار كالعادة، ولم يتحرّك المسؤولون والسياسيون المعنيون لوضع حلول للاستحقاقات الهامة، وخصوصاً الملف الرئاسي الذي يراوح مكانه منذ ما يقارب السنة والاربعة اشهر، بحيث لم يحرز اي تقدّم حتى اليوم يبشّر بإمكانية إيجاد حل يعطي بعض الامل للبنانيين، الذين وعلى ما يبدو تناسوا ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، لان بعض السياسيين المعرقلين يعملون من حيث لا يدرون على الإطاحة بهذا المنصب المسيحي الهام، فيما الخوف الاكبر هو إعتياد المسيحيين على هذا الغياب الذي يتجدّد مع كل إطاحة للجلسة الرئاسية من دون ان يتواجد البديل، في ظل الصراعات والانقسامات والخلافات على الزعامة والمصالح الخاصة التي تتقدم مصلحة الوطن اولاً.

هذا المشهد ينقله نائب ووزير سابق ويقول: «لا شك ان لبنان مثقل بالهموم والمصاعب خصوصاً بعد عودة لغة التصعيد الى الخطاب السياسي، وطغيان الجو المتشنج على الساحة اللبنانية، على أثر الردود المتبادلة بعد كل ازمة تحصل في الخارج، لان سياسييّ لبنان وكالعادة يتناحرون بسبب ما يجري على ارض حلفائهم الاقليميين، ما يعني غياب اي بارقة أمل تبشّر بإمكان وجود اشارات ايجابية تسمح بحصول توافق لبناني عام»، لافتاً الى تشاؤم لم يعرفه خلال توليّه المنصبين النيابي والوزاري، اذ بات يرى الجمهورية في خطر كبير والبيت اللبناني ينهار ولا مَن يسأل، وبالتالي فهنالك خوف كبير من بقاء الوطن ضمن هذه الصورة المرفوضة الى حين حل نزاعات الغير، وانتظار وفاقهم السياسي على حساب لبنان، ما يرّجح إمكانية الوصول يوماً ما الى نسيان الموقع الرئاسي، الذي يبدو ضبابياً منذ حصول الفراغ، لان البعض يلعب على حافة الهاوية بهدف تحسين شروطه التفاوضية ، فيما المفترض ان يكون هذا المشهد حافزاً مسيحياً بين كل الاطراف المسيحية، للاسراع بإنتخاب رئيس كي لا يفقد المسيحيون هذا المنصب لاحقاً.

الى ذلك يرى المصدر المذكور وجود فريق يعمل على تنظيم هذا الفراغ، وإيجاد بدائل للتأقلم مع الواقع الجديد الذي بات يشكل خطراً على البلد ووحدته، وعلى مسار الحياة الديمقراطية فيه، لان غياب رئيس الجمهورية عطّل الحياة التشريعية وإقرار قانون الانتخاب واجراء الانتخابات النيابية، واليوم يسير تعطيل مجلس الوزراء على هذا الدرب الوعر، وكل هذا يعني حالة ضياع دستوري وقانوني.

واشار الى ان اغلبية السياسيين ينتظرون الحل من الخارج كما جرت العادة، وأن يكون لبنان على الاجندة السعودية – الايرانية ، وأن تشمله الخطة الاقليمية التي ستتيح إنجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني، فيما بتنا نحلم بلبننة هذا الاستحقاق ولو لمرة وإن بدا ذلك صعباً، لانه آن الاوان كي ننتهي من الوصايات الخارجية، كي نشعر بأن قلة من مبادئ السيادة قد تحققت، من خلال التشاور اللبناني- اللبناني على طاولة الحوار، التي باتت الامل الوحيد كي لا نستورد رئيساً صُنع في الخارج، أي من خلال اتفاق الافرقاء الاقليمييّن والدولييّن على إيصاله الى قصر بعبدا.

وينقل المصدر عن دبلوماسي غربي قوله في جلسة مغلقة: « أن لبنان يعيش تناقضاً بين مجموعة حوارات مضادة لن تصل الى أي حل، وهي تنتظر ضمناً كلمة السرّ الخارجية في كل الامور تقريباً، وأن في الافق دوراً كبيراً لروسيا اليوم لوصول رئيس للجمهورية بالاتفاق مع الدول الفاعلة، لكن قد يتأخر تحقيق ذلك بضعة اشهر إضافية».