IMLebanon

العصف الروسي  وارتداداته اللبنانية

حوارات لبنانية باردة في اجواء اقليمية ساخنة، والمطلوب حلول…

وأي حل منتظر من حوارات مترابطة ببعضها بعضاً، ومتداخلة بشروط قليلها ممكن وكثيرها مستحيل، بحيث يبدو حوار مساء اليوم الاثنين، بين تيار المستقبل وحزب الله في عين التينة، بمثابة القاطرة لما بعده، فإذا انعقد، بمعزل عن الحملات المتبادلة بين الطرفين، بات بحكم المؤكد، انعقاد حوار رؤساء الكتل غداً الثلاثاء، وبعدها الأربعاء فالخميس…

الوزير رشيد درباس يؤكد على أهمية الحوار حتى ولو كان عاقراً، لأن بديله التقاتل المرفوض من كل الأطراف بمن فيهم حملة السلاح…

لكن من دون توافق الحد الأدنى بين المستقبل وحزب الله، اقله على تسوية الترقيات العسكرية للعمداء، من ذوي الحظوة السياسية، قد يصبح غياب العماد ميشال عون عن حوار الثلاثة ايام وارداً، وهو لوّح بهذا مراراً، الأمر الذي يثير تحفظ الرئيس نبيه بري، راعي الحوار، الذي يرى في هذا الغياب ما يمس بميثاقية الحوار من أصله، وبالتالي يعطل المحاولات المحلية للخروج بالاستحقاق الرئاسي من دوامة الفراغ، وما بعد الاستحقاق من بنود جدول اعمال الحوار.

ومن حوار الكتل النيابية وما فيه من ملفات، نصل الى محطة مجلس الوزراء، فالرئيس تمام سلام، ومثله الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، مع دعوة مجلس الوزراء الى الاجتماع بعد مرحلتين، مرحلة الحوار الثلاثي الأيام، ومرحلة تنفيذ خطة الوزير اكرم شهيب لمعالجة قضية النفايات.

والسؤال الآن، هل يتوصل حوار المستقبل – حزب الله الى تفاهم يمكن اقناع اللقاء التشاوري به في موضوع ترقية العمداء استنسابيا، ولاعتبارات سياسية، أم يمكن ان يخرج من قبعة الساحر الحواري حلّ يقنع العماد عون بصرف النظر، لقاء ترضية مرضية؟…

الوزير درباس يقول ان أكثرية الحكومة، مع الترقيات، كحل للمشكلة، مع انها لا تتطلب أكثر من النصف زائداً واحداً، ولكن كيف يمكن وصول هذا الملف الى مجلس الوزراء، وانعقاد هذا المجلس، قبل التفاهم عليه بين المتحاورين، حيث ثمة مكوّن ماروني من أربعة مع الترقيات، هو التيار الحر، فيما الكتائب والمسيحيون المستقلون ضده، والقوات اللبنانية، خارج الطاولة؟

الصورة مشوشة، لكن أوساط ١٤ آذار بدأت تلاحظ تشدد فريق ٨ آذار بشروطه، منذ بدأ العصف الروسي العشوائي ضد المعارضة السورية، وفي تقدير هذه الأوساط، انه كلما اشتد الضغط العسكري الروسي على مفاصل المعارضة السورية كلما تعالت نظرة الثامن من آذار الى الأطراف الأخرى!

لكن أوساطا أخرى من الخط نفسه، ترى ان الدخول العسكري الروسي وما رافقه من تغطية سياسية وكنسية روسية لهذا الدخول، فرض معادلة جديدة على المستوى الاقليمي يمكن ان يجرّ الى بلقنة المنطقة، بحيث يعيد التاريخ نفسه، على الأرض العربية هذه المرة.

وفي هذه الحالة، قد تُعرف كيف اندلعت الشرارة في سوريا، لكن من المستحيل معرفة متى ستنتهي وكيف؟. فهل يبقى الروس في الجو من دون النزول الى الأرض، أم يرتكب بوتين خطأ أسلافه في افغانستان من جديد، ليقع في المصيدة الأميركية.

الأوساط عينها تعتقد ان موسكو تخوض في سوريا حربها ضد التطرّف الاسلامي في جمهورياتها الآسيوية العصيّة على التطويع، مستفيدة من غرق الأوروبيين في بحر الهجرة السورية الجماعية، ومن تردد أوباما في التعامل مع التمدّد الروسي في أوكرانيا، فسوريا، ساعية في نهاية المطاف الى كسر آحادية القطبية الأميركية في العالم…

وكل هذا صبّ خارج الوعاء اللبناني المهمل، بعد نوم نواطير الوحدة الوطنية والعيش المشترك، عن ثعالب الطائفية المسيّسة، أو المؤجرة للخارج، حتى بتنا عاجزين عن معالجة أمر نفاياتنا، التي عادت نغمة تصديرها بحراً الى قبرص، هذه المرة…

على أي حال، ان من يبحر في مياه هائجة، عليه أن يدرك بأنه عرضة للغرق…