Site icon IMLebanon

دعم روسي للبنان في أزمته مع الخليج وتعطيل الحكومة

 

فيما تنشط التحرّكات السياسية على خط التطوّر المتمثّل بحصول لبنان على صُوَر الأقمار الصناعية الروسية لمرفأ بيروت قبل وبعد تفجيره، فإن التحقيق في هذه الجريمة لا يزال معلّقاً حتى إشعار آخر. فمنذ الرابع من تشرين الثاني الجاري، توقّفت التحقيقات بانتظار نتائج المراجعات المتفرّعة عن هذه القضية، ولكن اعتباراً من الأسبوع المقبل، تتحدّث معلومات عن تطوّرات حاسمة سوف تُسجّل على خط هذا الملف، وذلك من خلال تسلّم وزارة العدل الصُوَر التي تسلّمها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب من موسكو، والتي سوف يسلّمها بدوره إلى وزير العدل هنري خوري، الذي سيسلّمها بدوره إلى القضاء نظراً لعدم صلاحية وزير الخارجية بالتسليم بشكل مباشر إلى القضاء.

 

ووفق المعلومات، فإن وزير الخارجية، قد حقّق أكثر من خطوة خلال زيارته الأخيرة إلى روسيا، إذ بالإضافة إلى ملف صُوَر المرفأ، فقد اكتسبت زيارته أهمية خاصة، من حيث توقيتها الداخلي الدقيق، حيث يمرّ لبنان بمرحلة قد تكون هي الأصعب في تاريخه، على صعيد الإنقسام السياسي الحاد والخطير والتدهور المالي المريع وانهيار سعر العملة الوطنية بشكل دراماتيكي في الأسبوعين الماضيين.

 

وبانتظار تكشّف معالم ووقائع وتفاصيل العناوين التي بحثها بو حبيب، والتي لا تقلّ أهمية عن الصوَر التي سيسلّمها الثلاثاء، تتحدّث المعلومات نفسها، عن معطيات بارزة بُحثت خلال اللقاءات التي عقدها وزير الخارجية مع الرؤساء الثلاثة.

 

وفي هذا المجال، تضيف المعلومات، أن الوزير بو حبيب قد استمع في موسكو إلى الموقف الروسي من الواقع السياسي اللبناني، خصوصاً مسألة تعطيل الحكومة وعدم اجتماعها منذ شهر، وانعكاس ذلك على مجمل عمل المؤسّسات الرسمية والدستورية، على الرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها الساحة الداخلية على وقع الخلافات السياسية من جهة، والقطيعة مع معظم الدول الخليجية من جهة أخرى، فيما الكارثة المالية والإقتصادية والإجتماعية تتفاقم يوماً بعد يوم.

 

وعلى صعيد الأزمة الديبلوماسية بين لبنان وبعض دول الخليج، وفي طليعتها المملكة العربية السعودية، توضح المعلومات ذاتها، أن وزير الخارجية الروسي، دعا إلى استمرار الحوار مع الخليج، مُبدياً الإستعداد للتواصل مع الدول المعنية فيه لتبريد الأزمة الحاصلة مع لبنان، لا سيما وأن المجال ما زال مفتوحاً من أجل المساهمة في معالجة هذه الأزمة قبل أن تتّخذ الأمور منحىً أكثر تعقيداً وصعوبة في المرحلة المقبلة. وفي هذا المجال، فإن موسكو ستسعى إلى التواصل مع السعودية بشكل خاص، ومع الدول الخليجية من أجل القيام بمسعى يؤدي إلى تهدئة الأمور، ووضع حدّ لأي تطوّر باتجاه التصعيد، وهو ما سينعكس بشكل سلبي جداً على المشهد اللبناني عموماً.

 

كذلك، تشير المعلومات عينها، إلى أن عنوان النزوح السوري لم يغب أيضاً عن زيارة بو حبيب إلى موسكو، حيث طرح ضرورة التعجيل في عودة النازحين السوريين إلى وطنهم لانتفاء أسباب النزوح لدى كثيرين منهم، خصوصاً وأن الواقع الإقتصادي والإجتماعي في لبنان، يجعله عاجزاً عن الإستمرار في تحمّل أعباء استضافتهم، ولكن، من دون أن تكون لدى موسكو أية مبادرات على هذا الصعيد في الفترة الراهنة.

 

وفي هذا المجال، تجزم المعلومات، بأن الدعم الروسي للبنان حكومة وشعباً هو أمر محسوم، ومسألة المساعدة من خلال صُوَر المرفأ قد شكّلت الدلالة على الإتجاهات لدى موسكو من أجل إعادة تحريك الوضع الحكومي المعطّل على إيقاع التحقيقات في تفجير المرفأ.