IMLebanon

أهداف روسيا الحقيقية

يكرر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على أنّ التدخل العسكري الروسي المباشر «أنقذ سوريا من احتمالات التفكيك، وأنهى حرباً أهلية كادت أن تفتك بها، ووضع حداً لمحاولات تغيير السلطات الشرعية بدعم خارجي»، وفي موسكو تحدث ناطق رسمي باسم وزارة الخارجية الروسية أنّ «أي مشروعات لإقامة مناطق آمنة يجب أن تناقش مع الحكومة السورية».

وفي 24 ساعة تناول سبعة مسؤولين روس بارزين الوضع في سوريا أبرزهم وزير الدفاع سيرغي شويغو، ووزير الخارجية السيرغي الآخر لاڤروڤ، والناطقة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروڤا (الخ…).

ومن يستمع الى هؤلاء جميعاً وسواهم، وقبلهم «القيصر» بوتين يخيّل إليه أنه أمام حالين لا ثالث لهما: إمّا أنّ سوريا العربية صارت ولاية من تلك الولايات التي تتشكل منها روسيا الاتحادية التي نعرفها اليوم، وإمّا أنّ سيّد الكرملين الرئيس فلاديمير بوتين فاتح جمعية خيرية لمساعدة الدول الحليفة والصديقة.

والواقع أنّ الأمر مختلف كلياً… فلا هذه ولا تلك… إنما فقط صراع على النفوذ وتحديد الحصص في المنطقة مع الولايات المتحدة الاميركية، فكلا الطرفين أسوأ من الآخر، لأنهما غير معنيين سوى بتحقيق مصالحهما المباشرة على حساب الشعوب وحقوقها التي يحرمونها إياها، وكذلك على حساب الحق في الحياة والامان والطمأنينة.

وفي عود على بدء هذا الكلام نرى أنّ الروسي مهتم جداً بأمور محدودة تترجم مصالحه المباشرة، ويمكن تعداد الكثير منها، إلاّ أنّ الأبرز ثلاثة، وهي الآتية:

أوّلاً- سوق السلاح، وفي هذا المجال يذكر أنّ موسكو خسرت في سباق السلاح أمام الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا الغربية سوقين بارزتين: السوق الليبية (بعد سقوط القذافي) والسوق العراقية (بعد صدّام حسين)، والأرقام المتداولة حول سوق السلاح الذي تشتريه دول منطقتنا، بعد الحروب والاضطرابات، تشير الى أرقام خرافية، ولروسيا حصة بارزة (الثانية بعد الاميركي).

ثانياً- بحق قيل: فتش عن الغاز والنفط إثر التدخل الروسي في سوريا… فإضافة الى موافقتها على مسار تصدير الغاز الايراني عبر إيران – العراق – سوريا وبالتالي عبر المرافئ السورية، عملت روسيا من خلال وجودها في المنطقة على تسهيل مرور غازها عبر تركيا… مع الإشراف على ضبط عملية تصدير الغاز الى منطقة بحر قزوين وآسيا الوسطى.

ثالثاً- كان الحلم الروسي المزمن، منذ أيام القياصرة وأهمهم بطرس الأكبر وحتى اليوم الوصول الى «المياه الدافئة» (البحر الابيض المتوسط) فتدخلت روسيا عسكرياً في سوريا وحققت هذا الحلم ولم تكتفِ بإقامة قاعدة طرطوس البحرية، بل أيضاً قاعدة حميميم الجوية…

ذلك، باختصار، هو الواقع… وما سواه فضحك على الذقون.

عوني الكعكي