IMLebanon

الحريري «العائد» لاستنهاض الحالة السنية ومُخاطبة الشارع المحبط قرار خوض الانتخابات «غامض»… ولا حليف له الاّ وليد جنبلاط

 

لا شيء حاسما ومؤكدا بعد حول عودة  رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري  الى لبنان لاعلان قراره في شأن المشاركة والترشح في الإنتخابات النيابية المقبلة ، وكل ما يقال مجرد تحليلات وتوقعات، وما ان تعلن حتى تسحب بسرعة من التداول او يسارع المكتب الإعلامي لـ «المستقبل» لتكذيبها ونفيها، كما ان لا شيىء واضحا ومحددا بعد حول تحالفات الحريري  في الإنتخابات المقبلة ، فرئيس «تيار المستقبل» لا يجمعه اليوم بالسياسيين من حلفاء وخصوم «ود كبير» بعد ان أسقط في يوم الإعتذار الشهير كل تحالفاته السياسية تقريبا، وقطع شرايين الحياة في علاقة «المستقبل» بسائر الأطراف.

 

لكن يمكن تصور وتوقع مضمون ما سيعلنه الحريري عندما يعود، وشكل تفاهماته الانتخابية ، فالحريري، على حد قول مصادر سياسية ، مصمم على الذهاب الى الانتخابات النيابية من بوابة المعارضة القاسية بتحالفات موضعية ومن دون مساندة أحد، وبحسب المصادر، ان صورة سعد الحريري  في إنتخابات 2022 تختلف عن الماضي، فالحريري اليوم  أقرب الى صورة المعارض من الزعيم السياسي، يمكن ان يخاطب الشارع السني بشعارات الحرمان والاضطهاد ومعاقبة «الحريرية السياسية»، وعلى الجمهور السني ان يصدقه.

 

وتقول المصادر ان ليس لدى الحريري  في استحقاق 27 آذار الإ الحلف مع المختارة، فعلاقته انهارت مع الرئاسة الأولى والتيار الوطني الحر ولم تعد موجودة،  وأعلن في محطات كثيرة الحرب على رئيس حزب «القوات» سمير جعجع. لا يبدو الحريري الخارج من أزمة سياسية كبيرة حريصا على أحد من حلفائه السابقين  باستثناء علاقته المميزة ذات الطابع الخاص مع النائب السابق وليد جنبلاط، ويحتفظ أيضا بـ»ود» للرئيس  نبيه بري، على  الرغم من تحفظات عين التينة على  تسرّع الحريري في قراره اعتزال العمل الحكومي والإعتذار.

 

مع معراب لن تعود التحالفات كما كانت بالأمس ، على الرغم من بيانات «المستقبل» وتماهيها مع حادثة عين الرمانة واستدعاء سمير جعجع،  ولا يزال أرشيف العلاقة المتدهورة مع معراب واستهدافه المتعمد لرئيس»القوات» شاهدة على تصاريح الحريري وتحميله معراب تبعات انتخاب الرئيس ميشال عون ورمي التهمة على «المستقبل».

 

بالنسبة الى «المستقبل»، لم تتعاون «القوات» وتتضامن كما يجب معه، فـ «القوات» لم تسم الحريري في الاستشارات النيابية لثلاث مرات متتالية، ويحفظ «المستقبليون» أحداثا ووقائع ضد «القوات» عن محاولة جعجع عقد اتفاق مع رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وعندما فشل الاتفاق سار بخيار الرئيس عون بهدف تقاسم النفوذ والمواقع في الدولة.

 

يتحمل «المستقبل» جزءاً من المسؤولية عن التسوية «المشؤومة « كما يسمونها مع العهد والتيار، ولكن ليس كل المسؤولية، فـ «المستقبل»  بحسب مصادره لم يؤسس لها و كان آخر الملتحقين بها، فيما كان معروفا  ان «القوات» سبقته  الى دعم وتأييد وصول ميشال عون الى الرئاسة وحصوله على اكبر كتلة نيابية.

 

المتابعون لعلاقة معراب وبيت الوسط يتحدثون عن علاقة غير منتظمة منذ فترة طويلة، ولدى معراب لائحة طويلة بالانتهاكات  من قبل الحليف السابق في بيت الوسط في زمن التسوية الرئاسية و»الغرام المستحيل» الذي كان قائما بين «الحريرية السياسية» والعونية و»الفيتو» الذي وضع على «القوات» حينها، الا ان مشهد 17 تشرين هو الذي قلب المقاييس بين الطرفين.

 

العودة الى «العصر الذهبي» للعلاقة يحتاج الى توفر شروط شخصية وسياسية من الطرفين. المؤكد، كما يقول سياسي عريق، ان العلاقة لن تستقيم بعد المتغيرات السياسية، فسمير جعجع اليوم تحوّل الى رجل السعودية الأول في لبنان، فيما سعد الحريري ووليد جنبلاط يسعيان الى التقرّب من المملكة، لكن جعجع سبقهما اليها بأشواط.